ج ٢٤، ص : ٢٥٦
وجملة :« كلّ فيها... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة :« إنّ اللّه قد حكم... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة :« قد حكم... » في محلّ رفع خبر إنّ.
الفوائد
- مسألة وخلاف :
شجر خلاف بين النحويين في إعراب (كلا) في من قرأ (إنا كلّا فيها) مع أن القراءة المشهورة هي الرفع. أما قراءة الرفع فلا إشكال فيها، فقال الأخفش : كلّ :
مرفوع بالابتداء. وأجاز الكسائي والفراء (إنا كلا فيها) بالنصب على النعت والتأكيد للضمير في (إنا). وكذلك قرأ ابن السميقع وعيسى بن عمر. والكوفيون يسمون التأكيد نعتا، ومنع ذلك سيبويه، قال : لأن كلّا لا تنعت ولا ينعت بها، ولا يجوز البدل فيه لأن المخبر عن نفسه لا يبدل منه غيره. وقال معناه المبرد، قال : لا يجوز أن يبدل من المضمر هنا لأنه مخاطب، ولا يبدل من المخاطب ولا من المخاطب لأنهما لا يشكلان فيبدل منهما.
وأجاز الفراء والزمخشري أن تقطع « كل » المؤكد بها عن الإضافة لفظا، تمسكا بقراءة بعضهم (إنا كلا فيها). وخرجها ابن مالك على أن « كلا » حال من ضمير الظرف، وفيه ضعف من وجهين : تقديم الحال على عامله الظرف، وقطع « كل » عن الإضافة لفظا وتقديرا لتصير نكرة فيصبح حالا، والأجود أن تقدر « كلا » بدلا من اسم إنّ، وإنما جاز إبدال الظاهر من ضمير الحاضر، بدل كل، لأنه مفيد للإحاطة، مثل :« قمت ثلاثتكم »، وبدل الكل لا يحتاج إلى ضمير، ويجوز لـ (كل) أن تلي العوامل إذا لم تتصل بالضمير نحو (جاءني كل القوم) فيجوز مجيئها بدلا، بخلاف « جاءني كلهم » فلا يجوز إلا في الضرورة، فهذا أحسن ما قيل في هذه القراءة.
[سورة غافر (٤٠) : آية ٤٩]
وَقالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْماً مِنَ الْعَذابِ (٤٩)