ج ٢٤، ص : ٢٩٧
٣ - الإسناد المجازي : في قوله تعالى « وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَخْزى ».
والعذاب في الأصل صفة المعذب، وإنما وصف به العذاب على الإسناد المجازي للمبالغة، فإنه يدل على أنه ذل الكافر زاد حتى اتصف به عذابه، كما قرر في قولهم : شعر شاعر.
٤ - المشاكلة : في قوله تعالى « وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَخْزى... ».
جعل الخزي هذه المرة خبرا، للمشاكلة على حد قول الشاعر :
« قلت اطبخوا لي جبة وقميصا »
٥ - الاستعارة التصريحية : في قوله تعالى « فَاسْتَحَبُّوا الْعَمى عَلَى الْهُدى ».
فقد شبه الكفر بالعمى، لأن الكافر ضال عن القصد، متعسف الطريق كالأعمى، وشبه الإيمان بالهدى، لأن المؤمن مهتد إلى القصد وسواء السبيل ثم حذف المشبه في كليهما وأثبت المشبه به.
الفوائد
- الفاصل بين أما والفاء :
١ - المبتدأ : كقوله تعالى فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغاءَ تَأْوِيلِهِ.
٢ - الخبر : كقولنا (أما في الدار فزيد).
٣ - جملة الشرط : كقوله تعالى فَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ فَرَوْحٌ وَرَيْحانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ.
٤ - اسم منصوب لفظا أو محلا بالجواب : كقوله تعالى فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ ٥ - اسم معمول لمحذوف يفسره ما بعد الفاء. نحو (أما زيدا فاضربه). وقراءة بعضهم في الآية التي نحن بصددها وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْناهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمى عَلَى الْهُدى بالنصب، ويجب تقدير العامل بعد الفاء.


الصفحة التالية
Icon