ج ٢٤، ص : ٣٠٤
أعد نظرا يا عبد قيس لعلما أضاءت لك النار الحمار المقيدا
وقيل : أول لحن سمع بالبصرة :« لعل لها عذر وأنت تلوم ». ولعلّ تفيد الترجيّ، ومعناه توقعّ حصول المأمول، والإشفاق من وقوع المكروه كقولنا (لعلي ناجح) و(لعل الشرّ بعيد). وقد ورد معنى الترجي في الآية التي نحن بصددها قوله تعالى وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَسْمَعُوا لِهذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ. وترد معظم الأحيان في القرآن الكريم بمعنى التحقيق والحصول، كقوله تعالى يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ كَما كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ فمعنى لعلكم تتقون أي أنه سيتحقق لكم حصول التقوى بسبب الصيام.
٢ - الفرق بين الترجيّ والتمنيّ :
الترجي : هو تأمّل وقوع شي ء ممكن مثل :(لعل المسافر يقدم) (لعل صاحب الحق يعفو). أما التمنيّ : فهو رجاء حصول شي ء غير ممكن، كقول الشاعر :
ألا ليت الشباب يعود يوما فأخبره بما صنع المشيب
[سورة فصلت (٤١) : آية ٢٧]
فَلَنُذِيقَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا عَذاباً شَدِيداً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي كانُوا يَعْمَلُونَ (٢٧)
الإعراب :
(الفاء) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (نذيقنّ) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع.. و(النون) نون التوكيد والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن (عذابا) مفعول به ثان منصوب (الواو) عاطفة (لنجزينّهم) مثل لنذيقنّ (أسوأ) مفعول به ثان منصوب (الذي) موصول مضاف إليه، والعائد محذوف.
جملة :« نذيقنّ.. » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.
وجملة :« كفروا... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة :« لنجزينّهم... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر الثاني، وجملة القسم المقدّرة معطوفة على جملة القسم المقدّرة الأولى الاستئنافيّة.


الصفحة التالية
Icon