ج ٢٤، ص : ٣٠٩
ورأس المعرفة اليقينية معرفة اللّه تعالى، وإليه الإشارة بقوله إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ، ورأس الأعمال الصالحة أن يكون الإنسان مستقيما في الوسط، غير مائل إلى طرفي الإفراط والتفريط، فتكون الاستقامة في أمر الدين والتوحيد، وتكون في الأعمال الصالحة. سئل أبو بكر الصديق رضي اللّه تعالى عنه عن الاستقامة فقال :
أن لا تشرك باللّه شيئا، وقال عمر بن الخطاب رضي اللّه تعالى عنه : الاستقامة أن تستقيم على الأمر والنهي، ولا تروغ روغان الثعلب، وقال عثمان رضي اللّه تعالى عنه : معنى استقاموا : أخلصوا في العمل، و
قال علي رضي اللّه تعالى عنه : معنى استقاموا أدوا الفرائض،
وهو قول ابن عباس، وقيل : استقاموا على أمر اللّه فعملوا بطاعته واجتنبوا معاصيه، وقيل : استقاموا على شهادة أن لا إله إلا اللّه حتى لحقوا باللّه، وكان الحسن إذا تلا هذه الآية قال : اللهم أنت ربنا فارزقنا الاستقامة. وقوله تعالى في هذه الآية إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا بهاتين الجملتين يتلخص معنى الدين والإسلام، فهما جملتان قصيرتان، لكنهما كبيرتان في معناهما، وقد جمعتا مفهوم الدين والإسلام والرسالات السماوية ورسمتا منهجا كاملا دقيقا لسلوك المسلم في حياته، فما أعظم كلام اللّه وما أبعد مداه!
[سورة فصلت (٤١) : آية ٣٣]
وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صالِحاً وَقالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (٣٣)
الإعراب :
(الواو) استئنافيّة (من) اسم استفهام مبتدأ خبره أحسن (قولا) تمييز منصوب (ممّن) متعلّق بأحسن (إلى اللّه) متعلّق بـ (دعا)، (الواو) عاطفة - أو حاليّة - والثانية عاطفة (صالحا) مفعول به منصوب « ١ »، (من المسلمين) متعلّق بخبر إنّ.
جملة :« من أحسن.. » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة :« دعا... » لا محلّ لها صلة الموصول (من).
(١) محتمل أن يكون مفعولا مطلقا نائبا عن المصدر، والمفعول به مقدّر.