ج ٢٥، ص : ١٢١
الفوائد
- بعض علائم القيامة..
روي أن النبي (صلى اللّه عليه وسلم) لما رأى من كفار مكة إدبارا قال :
اللهم سبعا كسبع يوسف، فأخذتهم سنة حصّت كلّ شي ء، حتى أكلوا الجلود والميتة من الجوع، وينظر أحدهم إلى السماء، فيرى كهيئة الدخان. فأتاه أبو سفيان فقال : إنك جئت تأمر بطاعة اللّه وبصلة الرحم، وإن قومك قد هلكوا، فادع اللّه لهم.
فدعا فكشف اللّه عنهم العذاب، فعادوا، فانتقم منهم يوم بدر، بدليل قوله تعالى : يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ.
وقيل هو دخان يجي ء قبل قيام الساعة، ولم يأت بعد، فيدخل في أسماع الكفار والمنافقين، حتى يكون الرجل رأسه كالرأس الحنيذ (المشوي)، ويعتري المؤمن منه كهيئة الزكام، وتكون الأرض كلها كبيت أوقد فيه. وهو قول ابن عباس وابن عمرو الحسن، ويدل عليه ما
روى البغوي بإسناد الثعلبي عن حذيفة بن اليمان، قال : قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وسلم) : أول الآيات (أي علائم الساعة) نزول عيسى ابن مريم، ونار تخرج من قعر عدن، تسوق الناس إلى المحشر، تقيل معهم (تنام) إذا قالوا. قال حذيفة : يا رسول اللّه، وما الدخان؟
فتلا هذه الآية يَوْمَ تَأْتِي السَّماءُ بِدُخانٍ مُبِينٍ يملأ ما بين المشرق والمغرب، يمكث أربعين يوما وليلة. أما المؤمن، فيصيبه منه كهيئة الزكام، وأما الكافر كمنزلة السكران، يخرج من منخريه وأذنيه ودبره.
واللّه أعلم. ومعنى حصت : أهلكت.
[سورة الدخان (٤٤) : الآيات ١٣ إلى ١٦]
أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرى وَقَدْ جاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ (١٣) ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ (١٤) إِنَّا كاشِفُوا الْعَذابِ قَلِيلاً إِنَّكُمْ عائِدُونَ (١٥) يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ (١٦)
الإعراب :
(أنّى) اسم استفهام في محلّ نصب ظرف مكان متعلّق