ج ٢٥، ص : ١٤٧
أي إن تقل لهم اغفروا يغفروا... فجملة مقول القول مقدّرة أي اغفروا وجملة :« لا يرجون... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني وجملة :« يجزي... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر وجملة :« كانوا... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) وجملة :« يكسبون » في محلّ نصب خبر كانوا
البلاغة
التنكير : في قوله تعالى « لِيَجْزِيَ قَوْماً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ ».
المراد بالقوم المؤمنون، وهم معارف، والتنكير لمدحهم والثناء عليهم، أي أمروا بذلك ليجزي يوم القيامة قوما أيما قوم، قوما مخصوصين بما كسبوا في الدنيا من الأعمال الحسنة التي من جملتها الصبر على أذية الكفار، والإغضاء عنهم بكظم الغيظ، واحتمال المكروه، ما يقصر عنه البيان من الثواب العظيم.
فوائد
- قوله تعالى :(قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ) أي لا يخافون وقائع اللّه ولا يبالون بمقته. قال ابن عباس : نزلت في عمر ابن الخطاب، وذلك أن رجلا من بني غفار شتمه، فهم عمر أن يبطش به، فأنزل اللّه هذه الآية، وأمره أن يعفو عنه. وقيل : نزلت في ناس من أصحاب رسول اللّه (صلى اللّه عليه وسلم) من أهل مكة، كانوا في أذى شديد من المشركين، قبل أن يؤمروا بالقتال، فشكوا ذلك إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فأنزل اللّه هذه الآية، ثم نسخها بآية القتال.
[سورة الجاثية (٤٥) : آية ١٥]
مَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَساءَ فَعَلَيْها ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ (١٥)
الإعراب :
(من) اسم شرط جازم مبتدأ (صالحا) مفعول به منصوب « ١ »، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لنفسه) خبر لمبتدأ محذوف تقديره

_
(١) أو مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته أي عملا صالحا


الصفحة التالية
Icon