ج ٢٥، ص : ٤٠
وجملة :« آمنوا... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) وجملة :« عملوا... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة وجملة :« يزيدهم... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يستجيب وجملة :« الكافرون لهم عذاب » لا محلّ لها معطوفة على جملة يستجيب « ١ »
الفوائد
- ذكر التوبة وحكمها...
قال العلماء : التوبة واجبة من كلّ ذنب، فإن كانت المعصية بين العبد وبين اللّه تعالى، لا تتعلق بحق آدمي، فلها ثلاثة شروط :
١ - أن يقلع عن الذنب.
٢ - أن يندم على فعله.
٣ - أن يعزم ألا يعود إليه أبدا.
فإذا صحت هذه الشروط صحّت التوبة، وإن فقد أحد الثلاثة لم تصح توبته.
مع العلم أنّه يجب عليه قضاء ما فاته من صلاة وصيام. وإن كانت المعصية تتعلق بحق آدمي فلها نفس الشروط السابقة، وشرط رابع، أن يبرأ من حق صاحبها وقيل في تعريف التوبة : الابتعاد عن المعاصي نية وفعلا، والإقبال على الطاعات نية وفعلا.
عن أبى هريرة رضي اللّه عنه قال : سمعت رسول اللّه (صلى اللّه عليه وسلم) يقول : واللّه إني لأستغفر اللّه وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة.
عن عبد اللّه بن مسعود رضي اللّه عنه قال : سمعت رسول اللّه (صلى اللّه عليه وسلم) يقول : للّه أفرح بتوبة عبده المؤمن من رجل نزل في أرض دوية (صحراء) مهلكة، معه راحلته عليها طعامه وشرابه، فوضع رأسه فنام نومة فاستيقظ، وقد ذهبت راحلته، فطلبها حتّى إذا اشتد الحر والعطش، أو ما شاء اللّه، قال : أرجع إلى مكاني الذي كنت فيه فأنام حتّى أموت، فوضع رأسه على ساعده ليموت، فاستيقظ، فإذا راحلته عنده عليها طعامه وشرابه، فاللّه أشد فرحا بتوبة العبد من هذا براحلته وزاده.
(١) يجوز أن تكون الجملة استئنافيّة أصلا من غير العطف.