ج ٢٥، ص : ٤٤
٣١ - (الواو) عاطفة (ما) نافية عاملة عمل ليس (معجزين) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما (في الأرض) متعلّق بـ (معجزين) (ما) الثانية نافية مهملة (لكم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (وليّ)، (من دون) متعلّق بحال من وليّ (وليّ) مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ (لا) زائدة لتأكيد النفي (نصير) معطوف على وليّ بالواو تبعه في الجرّ لفظا وبالرفع محلّا.
وجملة :« ما أنتم بمعجزين... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة وجملة :« ما لكم... من وليّ » لا محلّ لها معطوفة على جملة ما أنتم بمعجزين
الفوائد
- ما تزرعه تحصده...
بينت هذه الآية أن المصائب التي تنزل بالإنسان إنما هي نتيجة لما يقترف من الذنوب والآثام، مع أن اللّه عز وجل يعفو عن كثير، ولا يحاسب على كلّ شي ء. وإلا فما ترك على ظهرها من دابة، كما مر في آية أخرى.
قال ابن عباس : لما نزلت هذه الآية قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وسلم) : والذي نفسي بيده، ما من خدش عود، ولا عثرة قدم، ولا اختلاج عرق، إلا بذنب، وما يعفو اللّه عنه أكثر وروى عن علي بن أبى طالب، رضي اللّه عنه : ألا أخبركم بأفضل آية في كتاب اللّه؟ حدثنا بها رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم (وَ ما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ) وسأفسرها لكم : ما أصابكم من مصيبة، أي مرض أو عقوبة أو بلاء في الدنيا، فبما كسبت أيديكم، واللّه أكرم من أن يثنيّ عليكم العقوبة في الآخرة، وما عفا اللّه عنه في الدنيا، فاللّه أحلم من أن يعود بعد عفوه. عن عائشة رضي اللّه عنها قالت : قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وسلم) : لا يصيب المؤمن شوكة، فما فوقها، إلا رفعه اللّه بها درجة، وحط عنه بها خطيئة. فما أعظم كرم اللّه عز وجل، وما أجل لطفه بعباده.
[سورة الشورى (٤٢) : الآيات ٣٢ إلى ٣٥]
وَمِنْ آياتِهِ الْجَوارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلامِ (٣٢) إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَواكِدَ عَلى ظَهْرِهِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (٣٣) أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِما كَسَبُوا وَيَعْفُ عَنْ كَثِيرٍ (٣٤) وَيَعْلَمَ الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِنا ما لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ (٣٥)