ج ٢٥، ص : ٥٢
وجملة :« لهم عذاب... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (أولئك) ٤٣ - (الواو) عاطفة (لمن صبر) مثل لمن انتصر (اللام) المزحلقة للتوكيد (من عزم) متعلّق بخبر إنّ.
وجملة :« من صبر... » لا محلّ لها معطوفة على جملة من انتصر وجملة :« صبر... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) « ١ » الثالث.
وجملة :« غفر... » في محلّ رفع معطوفة على جملة صبر وجملة :« إنّ ذلك لمن عزم... » لا محلّ لها تعليل لجواب الشرط المقدّر أي من صبر كان ذا عزم، إنّ ذلك لمن عزم الأمور.
البلاغة
١ - جناس المزاوجة : في قوله تعالى « وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها ».
كلتا الفعلتين : الأولى وجزاؤها، سيئة لأنها تسوء من تنزل به، وقد سميت باسمها لقصد المزاوجة، ومثله قوله تعالى « فَمَنِ اعْتَدى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدى عَلَيْكُمْ »، والمعنى : أنّه يجب إذا قوبلت الإساءة أن تقابل بمثلها من غير زيادة، فإذا قال : أخزاك اللّه، قال : أخزاك اللّه. وبعضهم يعبّر عنها بالمشاكلة.
٢ - فن التهذيب : في قوله تعالى :« فَمَنْ عَفا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ».
وهذا الفن هو أنه، عند ما يسند الفعل إلى اللّه تعالى، ينبغي العدول عن إسناد الإساءة إليه، كما في قوله تعالى، على لسان إبراهيم عليه السلام :« وَإِذا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ »، حيث نسب المرض إلى نفسه، ونسب الشفاء إلى ربه، سبحانه وتعالى.
وهذا من باب التزام الأدب مع اللّه سبحانه.
وفي الآية التي نحن في صددها، فن رفيع، وهو التهذيب أيضا، فإن الانتصار، لا يكاد يؤمن فيه تجاوز السيئة والاعتداء، خصوصا في حالة الفوران والغليان
(١) ويجوز أن يكون خبر (من) جملتي الشرط والجواب معا.