ج ٢٥، ص : ٨٥
كما في قراءة الحرميّين وأبى بكر (وَ إِنَّ كُلًّا لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ)، وحكاية سيبويه (إن عمرا لمنطلق)، ويكثر إهمالها، وهذا ما عليه كثير من النحاة، مثل قوله تعالى وَإِنْ كُلُّ ذلِكَ لَمَّا مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا ووَ إِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنا مُحْضَرُونَ وقراءة حفص :(إن هذان لساحران) وقوله تعالى وَإِنْ كادُوا لَيَفْتِنُونَكَ.
٢ - وإن دخلت على الفعل أهملت وجوبا، والأكثر أن يكون الفعل ماضيا ناسخا، نحو (وَ إِنْ كانَتْ لَكَبِيرَةً) و(إِنْ وَجَدْنا أَكْثَرَهُمْ لَفاسِقِينَ). وقد يرد مضارعا ناسخا، كقوله تعالى (وَ إِنْ يَكادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ). ومتى وردت إن وبعدها اللام المفتوحة فاحكم عليها بأن أصلها التشديد.
٢ - متاع الدنيا قليل..
بينت هذه الآية سرعة زوال الدنيا، وانقضاء نعيمها، وأن الآخرة خير وأبقى.
عن سهل بن سعد قال : قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وسلم) لو كانت الدنيا تزن عند اللّه جناح بعوضة، ما سقى منها كافرا شربة ماء. أخرجه الترمذي
وقال : حديث حسن غريب. و
عن المستورد بن شداد، جدّ بني فهر، قال : كنت في الركب الذين وقفوا مع رسول اللّه (صلى اللّه عليه وسلم) على السخلة (ابنة العنز) الميتة، فقال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وسلم) :
أترون هذه هانت على أصحابها حين ألقوها، قالوا : من هوانها ألقوها يا رسول اللّه، قال : فإن الدنيا أهون على اللّه من هذه الشاة على أصحابها. أخرجه الترمذي
وقال :
حديث حسن.
[سورة الزخرف (٤٣) : الآيات ٣٦ إلى ٣٨]
وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (٣٦) وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ (٣٧) حَتَّى إِذا جاءَنا قالَ يا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ (٣٨)


الصفحة التالية
Icon