ج ٢٦، ص : ٢٧٧
الفوائد :
- الأدب مع الكبير..
أمر اللّه المؤمنين في هذه الآية ألا يرفعوا صوتهم فوق صوت النبي (صلى اللّه عليه وسلم)، وأن يغضوا من أصواتهم عنده، لأن رفع الصوت مناف للحشمة والوقار والاحترام. و
عند ما نزلت هذه الآية جلس ثابت بن قيس في بيته وقال : أنا من أهل النار. واحتبس عن النبي (صلى اللّه عليه وسلم) فسأل رسول اللّه (صلى اللّه عليه وسلم) سعد بن معاذ فقال : يا أبا عمرو ما شأن ثابت فقال : إنه لجاري، وما علمت له شكوى. قال : فأتاه سعد، فذكر له قول رسول اللّه (صلى اللّه عليه وسلم). فقال ثابت : أنزلت هذه الآية، ولقد علمتم أني من أرفعكم صوتا على رسول اللّه (صلى اللّه عليه وسلم)، فأنا من أهل النار، فذكر ذلك سعد للنبي (صلى اللّه عليه وسلم) فقال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وسلم) : هو من أهل الجنّة. وزاد في رواية : أما ترضى أن تعيش حميدا، وتقتل شهيدا، وتدخل الجنّة؟ فقال : رضيت ببشرى اللّه ورسوله، لا أرفع صوتي على رسول اللّه (صلى اللّه عليه وسلم) أبدا، فأنزل اللّه إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْواتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ فكنا ننظر إلى رجل من أهل الجنّة يمشي بين أيدينا، فلما كان يوم اليمامة، في حرب مسيلمة، مات شهيدا رضي اللّه عنه.
[سورة الحجرات (٤٩) : الآيات ٤ إلى ٥]
إِنَّ الَّذِينَ يُنادُونَكَ مِنْ وَراءِ الْحُجُراتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ (٤) وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكانَ خَيْراً لَهُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٥)
الإعراب :
(من وراء) متعلّق بـ (ينادونك)، (لا) نافية (الواو) عاطفة (لو) حرف شرط غير جازم (حتّى) حرف غاية وجر (تخرج) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حتّى (إليهم) متعلّق بـ (تخرج)، (اللام) واقعة في جواب لو، واسم (كان) ضمير مستتر يعود على الصبر المفهوم من السياق (الواو) استئنافيّة..