ج ٢٦، ص : ٢٨٩
٣ - والسبب الثالث قوله تعالى وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ
عن أبى جبيرة بن الضحاك هو أخو ثابت بن الضحاك الأنصاري قال : فينا نزلت هذه الآية، في بني سلمة، قدم علينا رسول اللّه (صلى اللّه عليه وسلم) وليس منا رجل إلا وله اسمان أو ثلاثة، فجعل رسول اللّه (صلى اللّه عليه وسلم) يقول يا فلان فيقولون : مه يا رسول اللّه يغضب من هذا الاسم، فأنزل اللّه هذه الآية
، وقال بعض العلماء : المراد بهذه الألقاب ما يكرهه المنادي، أو يفيد ذما له، فأما الألقاب التي صارت كالأعلام لأصحابها، كالأعمش والأعرج وما أشبه ذلك، فلا بأس بها إذا لم يكرهها المدعو بها، وأما الألقاب التي تكسب حمدا ومدحا، وتكون حقا وصدقا، فلا تكره. فمدار الأمر ذم المرء والنيل منه، فإن كان اللقب يفيد ذلك فهو حرام، وإلا فلا.
[سورة الحجرات (٤٩) : آية ١٢]
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ (١٢)
الإعراب :
(يأيّها الذين آمنوا) مرّ إعرابها مفردات وجملا « ١ »، (من الظنّ) متعلّق بنعت لـ (كثيرا)، (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة في الموضعين (تجسّسوا) مضارع مجزوم محذوف منه إحدى التاءين (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (أن) حرف مصدريّ ونصب (ميتا) حال من أخيه منصوب (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر، و(الواو) في (كرهتموه) زائدة إشباع حركة الميم..

_
(١) في الآية (١) من هذه السورة.


الصفحة التالية
Icon