ج ٢٧، ص : ٦٠
الفوائد :
- الضمير المسمى فصلا وعمادا...
يرد هذا الضمير في مواطن كثيرة من آيات الكتاب الحكيم، وقد ورد في الآية التي نحن بصددها (وَ أَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكى )، فالضمير (هو) في الآية يسمى ضمير (فصل)، لأنه فصل بين الخبر والتابع، كقوله تعالى : كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ فالضمير أنت فصل بين اسم كنت وخبرها. وباعتبار أن هذا الضمير يقوي الكلام ويؤكده سمّاه بعض الكوفيين (دعامة) لأنه يدعم به الكلام.
محله من الإعراب : ذهب البصريون إلى أنه ضمير لتوكيد الكلام، لا محل له من الإعراب، وقال الكوفيون : له محل. ثم قال الكسائي : محله بحسب ما بعده، وقال الفراء : محله بحسب ما قبله، فمحله بين المبتدأ والخبر رفع، وبين معمولي ظن نصب، وبين معمولي كان رفع عند الفراء ونصب عند الكسائي، وبين معمولى إن بالعكس.
ما يحتمل من الأوجه : قوله تعالى : كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغالِبِينَ يحتمل الضمير أن يكون للفصل، أو للتوكيد ولا يصح أن يكون مبتدأ، لأن ما بعده منصوب.
وفي قوله تعالى : وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ وقولنا :(زيد هو العالم) و(إن زيدا هو الفاضل) يحتمل الضمير الفصل والابتداء، دون التوكيد، لدخول اللام في الأولى، ولكون ما قبله ظاهرا في الثانية والثالثة، لأنه لا يؤكد الظاهر بالمضمر، لأنه ضعيف والظاهر قوي. ويحتمل الأوجه الثلاثة في قولنا :(أنت أنت الفاضل) وقوله تعالى : إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ.
أما في قوله تعالى : أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبى مِنْ أُمَّةٍ فالضمير هي :
مبتدأ، لأن ما قبله اسم ظاهر فيمتنع التوكيد، ونكرة فيمتنع الفصل.
[سورة النجم (٥٣) : آية ٥٦]
هذا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الْأُولى (٥٦)


الصفحة التالية
Icon