ج ٢٧، ص : ٦٧
البلاغة
١ - الكناية : في قوله تعالى خُشَّعاً أَبْصارُهُمْ.
فخشوع الأبصار كناية عن الذلة والانخذال لأن ذلة الذليل، وعزة العزيز، تظهران في عيونهما.
٢ - التشبيه المرسل المفصل : في قوله تعالى يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ كَأَنَّهُمْ جَرادٌ مُنْتَشِرٌ.
حيث شبههم بالجراد المنتشر، في الكثرة والتموج والانتشار في الأقطار، وقد جاء تشبيههم بالجراد منتشر، في الكثرة والتموج والانتشار في الأقطار، وقد جاء تشبيههم بالفراش المبثوث. وقد قيل : يكونون أولا كالفراش حين يموجون فزعين، لا يهتدون أين يتوجهون، لأن الفراش لا جهة لها تقصدها، ثم كالجراد المنتشر إذا توجهوا إلى المحشر، فهما تشبيهان باعتبار وقتين.
الفوائد :
- ما افترق فيه الحال والتمييز وما اجتمعا فيه :
١ - يجتمع الحال والتمييز في خمسة أمور، هي : كونهما اسمان، نكرتان، فضلتان، منصوبتان، دافعتان للإبهام.
٢ - يفترقان في سبعة أمور هي :
١ - يكون الحال جملة (كجاء زيد يضحك)، وظرفا نحو (رأيت الهلال بين السحاب)، وجارا ومجرورا نحو (أعجبني السمك في الماء). والتمييز لا يكون إلا اسما.
٢ - الحال قد يتوقف معنى الكلام عليها، كقوله تعالى : وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكارى بخلاف التمييز.
٣ - الحال مبنية للهيئات، والتمييز مبين للذوات.
٤ - الحال تتعدد، بخلاف التمييز.
٥ - الحال تتقدم على عاملها، إذا كان فعلا متصرفا، أو وصفا يشبهه، كقوله تعالى : خُشَّعاً أَبْصارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ كَأَنَّهُمْ جَرادٌ مُنْتَشِرٌ. ولا يجوز ذلك في التمييز، أما ما ورد في الشعر (أنفسا تطيب) فضرورة.