ج ٢٨، ص : ٢٦٩
ولذلك قال جماعة من الفقهاء، لو قال : أليس لي عليك ألف، فقال : بلى لزمته، ولو قال : نعم لم تلزمه، وقال آخرون : تلزمه فيهما، وجروا في ذلك على مقتضى العرف لا اللغة، والحاصل : أن الاستفهام المسبوق بنفي، إذا أردت أن تجيب عنه بالإثبات، تقول (بلى) كما سبق في الآيات الكريمة، وإذا أردت أن تجيب عنه بالنفي فتقول :
« نعم » فإذا قيل لك :(ألا تحب السباحة؟) فتقول : بلى أحب السباحة، للإثبات، أو نعم، لا أحب السباحة للنفي.
[سورة التغابن (٦٤) : آية ٨]
فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنا وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (٨)
الإعراب :
(الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (باللَّه) متعلق بـ (آمنوا)، (الواو) عاطفة في الموضعين، واستئنافيّة في الموضع الثالث (ما) حرف مصدريّ - أو موصول حذف عائده - جملة :« آمنوا... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي : إن كان الأمر كذلك في البعث والتنبؤ فآمنوا.
وجملة :« أنزلنا... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).
وجملة :« اللَّه... خبير » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة :« تعملون » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الحرفيّ أو الاسميّ.
والمصدر المؤوّل (ما تعملون..) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بالخبر (خبير).
[سورة التغابن (٦٤) : الآيات ٩ إلى ١٠]
يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذلِكَ يَوْمُ التَّغابُنِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صالِحاً يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (٩) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ خالِدِينَ فِيها وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (١٠)