ج ٢٩، ص : ١١٥
والمعنى : وصفه بالتعالي عن الصاحبة والولد لعظمته. أو لسلطانه وملكوته أو لغناه.
المجاز المرسل : في قوله تعالى « وأنا لمسنا السماء ».
أي طلبنا بلوغها لاستماع كلام أهلها، أو طلبنا خبرها. واللمس : قيل : مستعار من المس، للطلب، كالجس. يقول : لمسه والتمسه وتلمسه، كطلبه واطلبه وتطلبه. والظاهر أن الاستعارة لغوية، لأنه مجاز مرسل، لاستعماله في لازم معناه.
الفوائد
- هل رأى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وسلّم) الجنّ؟
اختلف الرواة هل رأى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وسلّم) الجن؟ فقد أثبت ذلك ابن مسعود فيما رواه عنه مسلم في صحيحة، وقد تقدم حديثه في سورة الأحقاف، عند قوله تعالى :« وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن ». وأنكر ذلك ابن عباس، فيما رواه عنه البخاري ومسلم، قال ابن عباس : ما قرأ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وسلّم) على الجن ولا رآهم.
انطلق رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وسلّم) في طائفة من أصحابه، عامدين إلى سوق عكاظ، وقد حيل بين الشياطين وبين خبر السماء، وأرسل عليهم الشهب، فرجعت الشياطين إلى قومهم فقالوا : ما لكم؟ فقيل : حيل بيننا وبين خبر السماء، وأرسلت علينا الشهب. قالوا :
وما ذاك إلا من شي ء قد حدث، فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها، فانظروا السبب.
فانطلقوا، فمر النفر الذين أخذوا نحو (تهامة) بالنبي (صلّى اللّه عليه وسلّم)، وهو بنخلة، عامدين إلى سوق عكاظ، وهو يصلي بالصحابة صلاة الفجر، فلما سمعوا القرآن واستمعوا له قالوا : هذا الذي حال بيننا وبين خبر السماء، فرجعوا إلى قومهم، فقالوا : يا قومنا إنا سمعنا قرآنا عجبا، يهدي إلى الرشد، فآمنا به، ولن نشرك بربنا أحدا فأنزل اللّه عز وجل على رسوله (صلّى اللّه عليه وسلّم) الآية. وأما حديث ابن مسعود فقضية أخرى وجن آخرون، والحاصل من الكتاب والسنة العلم القطعي بأن الجن والشياطين موجودون، متعبدون بالأحكام الشرعية، وأنه صلى اللّه عليه وسلم رسول إلى الإنس والجن.


الصفحة التالية
Icon