ج ٢٩، ص : ٤٨
على زعمهم، أو الأصل إن لهم لما يتخيرون، ثم عدل إلى الخطاب عند مواجهتهم، وقد قيل في قوله تعالى :« يَدْعُوا لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ » إن يدعو في معنى يقول، مثلها في قول عنترة :
يدعون عنتر والرماح كأنها أشطان بئر في لبان الأدهم
فيمن رواه « عنتر » بالضم على النداء، وإن (من) في الآية السابقة مبتدأ، و(لبئس المولى) خبره، وما بينهما جملة اسمية صلة، وجملة (من) خبرها محكية بيدعو، أي أن الكافر يقول ذلك يوم القيامة، وقيل : من مبتدأ حذف خبره : أي إلهه، وإن ذلك حكاية لما يقول في الدنيا، وعلى هذا فالأصل يقول : الوثن إلهه، ثم عبر عن الوثن بمن ضره أقرب من نفعه، تشنيعا على الكافر
[سورة القلم (٦٨) : آية ٣٩]
أَمْ لَكُمْ أَيْمانٌ عَلَيْنا بالِغَةٌ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَما تَحْكُمُونَ (٣٩)
الإعراب :
(أم لكم أيمان) مثل أم لكم كتاب « ١ »، (علينا) متعلّق بـ (أيمان) « ٢ »، (إلى يوم) متعلّق بالاستقرار الذي هو خبر « ٣ »، (إنّ لكم لما تحكمون) مثل إنّ لكم... لما تخيّرون « ٤ »...
جملة :« لكم أيمان... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة :« إنّ لكم لما تحكمون... » لا محلّ لها جواب القسم المفهوم من سياق الآية لكم علينا أيمان...
وجملة :« تحكمون... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
(١، ٤) في الآية السابقة (٣٧) من السورة.
(٢) أو متعلّق بنعت لأيمان.
(٣) أو متعلّق ببالغة.