ج ٢٩، ص : ٩١
الفوائد
- حتى الداخلة على المضارع المنصوب، ولها ثلاثة معان :
١ - مرادفة (إلى)، كقوله تعالى :« قالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنا مُوسى ».
٢ - مرادفة (كي) التعليلية، كقوله تعالى :« وَلا يَزالُونَ يُقاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ » (هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لا تُنْفِقُوا عَلى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا).
٣ - ومرادفة إلا في الاستثناء، وهذا المعنى ظاهر من قول سيبويه في تفسير قولهم :
« واللّه لا أفعل إلا أن تفعل » المعنى حتى أن تفعل... ونقله أبو البقاء عن بعضهم في قوله تعالى « وَما يُعَلِّمانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّما نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ » وهذا المعنى ظاهر فيما أنشده ابن مالك للمقنع الكندي :
ليس العطاء من الفضول سماحة حتى تجود وما لديك قليل
ولا ينتصب الفعل بعد حتى إلا إذا كان مستقبلا، ثم إن كان استقباله بالنظر إلى زمن التكلم فالنصب واجب، وإن كان بالنسبة إلى ما قبلها خاصة فالوجهان جائزان، كقوله تعالى « وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ » فقولهم مستقبل بالنظر إلى الزلزال لا بالنظر إلى زمن قص ذلك علينا.
وكذلك لا يرتفع الفعل بعد حتى إلا إذا كان حالا، ثم إن كانت حاليته بالنسبة إلى زمن التكلم فالرفع واجب، كقولك « سرت حتى أدخلها » إذا قلت ذلك وأنت في حالة الدخول، واعلم أنه لا يرتفع الفعل بعد حتى إلا بثلاثة شروط :
١ - أن يكون حالا أو مؤولا بالحال كما مر.
٢ - أن يكون مسببا عما قبلها، فلا يجوز سرت حتى تطلع الشمس، لأن طلوع الشمس ليس مسببا عن المسير.
٣ - أن يكون فضلة، فلا يصح « سيري حتى أدخلها » لئلا يبقى المبتدأ بلا خبر.
انتهت سورة « المعارج » ويليها سورة « نوح »


الصفحة التالية
Icon