ج ٣٠، ص : ٣٥٥
كان حالك كذلك يتما وضلالا وفقرا فمهما يكن الأمر فلا تقهر اليتيم...
وجملتا الشرط وجواباهما التاليتان معطوفتان على الجملة الأولى.
وجملة :« تقهر... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة :« تنهر... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة :« حدّث... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
الفوائد :
الإحسان إلى اليتيم والسائل :
في هاتين الآيتين توجيه رفيع، وخلق كريم، فهما تحضان رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وسلّم) إلى ملاطفة اليتيم، وعدم زجر السائل. وهذا الخطاب ليس لرسول اللّه (صلّى اللّه عليه وسلّم) فحسب، وإنما هو لكل مؤمن.
روى البغوي بسنده، عن أبي هريرة رضي اللّه عنه، عن النبي (صلّى اللّه عليه وسلّم) قال : خير بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يحسن إليه، وشرّ بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يساء إليه، ثم قال : أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا، ويشير بأصبعيه.
عن سهل ابن سعد قال : قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وسلّم) أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا، وأشار بالسبابة الوسطى وفرج بينهما.
وأما عدم زجر السائل، فتتحقق فيه أعلى معاني الإنسانية، قال إبراهيم النخعي : السائل يريدنا إلى الآخرة، يجي ء إلى باب أحدكم فيقول : هو توجهون إلى أهليكم بشي ء؟ وقيل : السائل هو طالب العلم، فيجب إكرامه وإسعافه بمطلوبه، ولا يعبس في وجهه، ولا ينهر ولا يلقى بمكروه وعلى كل حال، فالسائل مهما كان نوع سؤاله، سواء سأل المال أم أي حاجة، أو سأل أن تدله على مكان، فإما أن تحقق له سؤاله إن أمكن، وإلا فقول معروف واعتذار.
انتهت سورة « الضحى » ويليها سورة « الإنشراح »


الصفحة التالية
Icon