ج ٣٠، ص : ٣٧٥
الفوائد :
- فضل ليلة القدر :
عن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال : قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وسلّم) (من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدّم من ذنبه).
وهي في كل رمضان إلى يوم القيامة، كما أجمع العلماء. وقيل : إنها في العشر الأواخر، ولا سيما الوتر منها. وبعض العلماء قال بأنها تقع في ليلة ثابتة لا تتعداها وقال آخرون : هي متنقلة، فتقع في كل سنة موقعا يختلف عن السنة السابقة.
عن عائشة رضي اللّه عنها قالت : قلت يا رسول اللّه، إن علمت ليلة القدر ما أقول فيها؟ قال قولي : اللهم إنك عفو كريم، تحب العفو فاعف عني أخرجه الترمذي،
وقال : حديث حسن صحيح. وأمارتها أن تطلع الشمس، من صبيحة يومها، بيضاء لا شعاع لها، لأن الملائكة تسد الفضاء بأجنحتها في تلك الليلة، فلا تسمح لنور الشمس أن يسطع كعادته.
وهي ليلة، العبادة فيها ترجح عبادة ألف شهر.
قال ابن عباس : ذكر لرسول اللّه (صلّى اللّه عليه وسلّم) رجل من بني إسرائيل، حمل السلاح على عاتقه في سبيل اللّه ألف شهر، فعجب رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وسلّم) لذلك، وتمنى ذلك لأمته، فقال : يا رب جعلت أمتي أقصر الأمم أعمارا، وأقلها أعمالا فأعطاه اللّه تبارك وتعالى ليلة القدر، فقال تعالى :(لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ).
قال البغوي : وبالجملة، أبهم اللّه تعالى هذه الليلة على الأمة، ليجتهدوا في العبادة ليالي شهر رمضان، طمعا في إدراكها، كما أخفى ساعة الإجابة في يوم الجمعة، وأخفى الصلاة الوسطى في الصلوات الخمس، واسمه الأعظم في القرآن في أسمائه، ورضاه في الطاعات، ليرغبوا في جميعها، وسخطه في المعاصي، لينتهوا عن جميعها.
انتهت سورة « القدر » ويليها سورة « البينة »