ج ٣٠، ص : ٣٨٥
يؤجر عليه، إنما نؤجر على ما يعطى ونحن نحبه وكان الآخر يتهاون بالذنب الصغير مثل الكذبة والنظرة وأشباه ذلك، ويقول : إنما وعد اللّه النار على الكبائر، وليس في هذا إثم فأنزل اللّه (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ) فإنه سبحانه وتعالى يرغبهم في القليل من الخير أن يفعلوه فإنه يوشك أن يكثر، ويحذرهم من الذنب الصغير فإنه يوشك أن يكبر، قال ابن مسعود : أحكم آية في القرآن هذه الآية، و
سمّى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وسلّم) هذه الآية :(الجامعة الفاذّة) حين سئل عن زكاة الحمير فقال : ما أنزل اللّه فيها شيئا إلا هذه الآية الجامعة الفاذة.
وتصدق عمر بن الخطاب وعائشة رضي اللّه عنهما كل واحد منهما بحبة عنب، وقالا : كم فيها من مثاقيل الذر. والغرض من ذلك تعليم الغير، وإلا فهما من كرماء الصحابة. وقال الربيع بن خيثم : مر رجل بالحسن وهو يقرأ هذه السورة، فلما بلغ آخرها قال : حسبي اللّه قد انتهت الموعظة.
- بعض أحكام التمييز :
التمييز نوعان :
آ - تمييز مفرد : وهو ما كان مميزه ملفوظا ودالا على :
١ - عدد : مثل :(فتم ميقات ربه أربعين ليلة).
٢ - وزن : مثل :(اشتريت رطلا عسلا).
٣ - كيل : مثل :(بعتك صاعا تمرا).
٤ - مساحة : مثل :(زرعت هكتارا أرضا).
٥ - مقياس : مثل :(سرت عشرين مترا).
ويجوز في هذا النوع أن يكون التمييز منصوبا، كما مر في الأمثلة السابقة، أو مجرورا بمن، مثل :(اشتريت صاعا من تمر)، أو مجرورا بالإضافة مثل :(اشتريت صاع تمر). أما تمييز العدد فيأتي مفردا منصوبا مع الأعداد من أحد عشر إلى تسعة عشر، مثل قوله تعالى :


الصفحة التالية
Icon