ج ٣٠، ص : ٣٩٩
البلاغة
١ - الحذف : في قوله تعالى « لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ ».
جواب لو محذوف للتهويل، أي لو تعلمون كذلك لفعلتم ما لا يوصف ولا يكتنه، أو لشغلكم ذلك عن التكاثر وغيره.
٢ - إيضاح الشي ء بعد إبهامه : في قوله تعالى « لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ ».
حيث بيّن لهم ما أنذرهم منه وأوعدهم به، تفخيما وتعظيما، والقسم لتوكيد الوعيد، وأن ما أوعدوا به مالا مدخل فيه للريب.
٣ - التكرير : في قوله تعالى « ثُمَّ لَتَرَوُنَّها عَيْنَ الْيَقِينِ ».
حيث كرر القسم معطوفة بثم تغليظا في التهديد وزيادة في التهويل.
الفوائد :
- لتسألن عن النعيم :
عن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال : قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وسلّم) أول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة من النعيم، فيقال له : ألم نصح لك جسمك، ونروك من الماء البارد.
عن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال : خرج رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وسلّم) ذات يوم أو ليلة، فإذا هو بأبي بكر وعمر، فقال (صلّى اللّه عليه وسلّم) : ما أخرجكما من بيوتكما هذه الساعة؟ قالا :
الجوع يا رسول اللّه. قال : وأنا - والذي نفسي بيده - لأخرجني الذي أخرجكما، فقوموا فقاموا معه، فأتى رجلا من الأنصار، فلما رأته المرأة قالت : أهلا وسهلا، فقال لها رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وسلّم) : أين فلان؟ قالت : ذهب يستعذب الماء، إذ جاء الأنصاري، فنظر إلى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وسلّم) وصاحبيه، ثم قال : الحمد للّه ما أحد اليوم أكرم أضيافا مني، فانطلق فجاءهم بعذق فيه بسر وتمر ورطب، فقال : كلوا، وأخذ المدية، فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وسلّم) : إياك والحلوب، فذبح لهم شاة، فأكلوا لحما وتمرا وشربوا، فقال لهم رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وسلّم) : والذي نفسي بيده، لتسئلن عن هذا النعيم يوم القيامة، أخرجكم من بيوتكم الجوع، ثم لم ترجعوا حتى أصابكم هذا النعيم. أخرجه الترمذي.


الصفحة التالية
Icon