ج ٣٠، ص : ٤١٥
٣ - الاستعارة : في قوله تعالى « إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ ».
قيل لمن لا عقب له أبتر، على الاستعارة، حيث شبه الولد والأثر الباقي بالذنب، لكونه خلفه، فكأنه بعده، وعدمه بعدمه.
الفوائد :
قرأ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وسلّم) هذه السورة، ثم قال لأصحابه : أ تدرون ما الكوثر؟ قلنا :
اللّه ورسوله أعلم. قال : فإنه نهر وعدنيه ربي عز وجل خير كثير، هو حوض ترد عليه أمتي يوم القيامة، آنيته عدد نجوم السماء، فيختلج العبد منهم، فأقول : رب إنه من أمتي. فيقول : ما تدري ما أحدث بعدك. هذا لفظ مسلم. والبخاري قال : قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وسلّم) : لما عرج بي إلى السماء، أتيت على نهر، حافتاه قباب اللؤلؤ المجوف، فقلت :
ما هذا يا جبريل؟ فقال : هذا الكوثر الذي أعطاك ربك، فإذا طينة مسك أذفر. عن أنس رضي اللّه عنه قال : سئل رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وسلّم) ما الكوثر؟ قال : ذلك نهر أعطانيه اللّه - يعني في الجنة - أشد بياضا من اللبن، وأحلى من العسل. فيه طير أعناقها كأعناق الجزور. قال عمران : هذه لناعمة، فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وسلّم) : أكلتها أنعم منها. أخرجه الترمذي
وقال : حديث حسن صحيح.
انتهت سورة « الكوثر » ويليها سورة « الكافرون »