ج ٣٠، ص : ٤٢٠
وجملة :« سبّح... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة :« استغفره... » لا محلّ لها معطوفة على جملة سبّح.
وجملة :« إنّه كان توابا... » لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة :« كان توّابا » في محلّ رفع خبر إنّ.
البلاغة
الاستعارة المكنية : في قوله تعالى « إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ ».
حيث شبّه المقدور وهو النصر والفتح، بكائن حيّ، يمشي متوجها من الأزل إلى وقته المحتوم، فشبّه الحصول بالمجي ء، وحذف المشبه به، وأخذ شيئا من خصائصه وهو المجي ء.
الفوائد :
- العلم يرفع صاحبه :
عن ابن عباس - رضي اللّه عنهما - قال : كان عمر رضي اللّه عنه يدخلني مع أشياخ بدر، فقال بعضهم : لم يدخل هذا الفتى معنا؟ فقال : إنه ممن علمتم، قال فدعاهم ذات يوم ودعاني معهم، ثم قال : ما تقولون في قول اللّه تعالى (إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ) إلى ختام السورة، فقال بعضهم : أمرنا أن نحمد اللّه ونستغفره إذا نصرنا وفتح علينا، وسكت بعضهم فلم يقل شيئا، فقال لي : أ كذلك تقول يا ابن عباس؟
قلت : لا، قال : فما هو؟ قلت : هو أجل رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وسلّم) أعلمه (إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ) فذلك علامة أجلك (فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كانَ تَوَّاباً) قال عمر :
وما أعلم منها إلا ما تعلم.
قال ابن عباس : لما نزلت هذه السورة علم النبي (صلّى اللّه عليه وسلّم) أنه نعيت إليه نفسه.