ج ٣٠، ص : ٤٢٦
المقصود في الحوائج.
(كفوا)، اسم بمعنى المماثل، وزنه فعل بضمّتين، والواو مخفّفة من الهمزة.
البلاغة
١ - الإيجاز : في قوله تعالى « هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ » :
اشتملت هذه الآية على اسمين من أسماء اللّه تعالى، يتضمنان جميع أوصاف الكمال، وهما الأحد والصمد، لأنهما يدلان على أحدية الذات المقدسة، الموصوفة بجميع أوصاف الكمال. وبيان ذلك، أن الأحد يشعر بوجوده الخاص الذي لا يشاركه فيه غيره، والصمد يشعر بجميع أوصاف الكمال، لأنه انتهى إليه سؤدده، فكان مرجع الطلب منه وإليه. ولا يتم ذلك على وجه التحقيق إلا لمن حاز جميع صفات الكمال، وذلك لا يصلح إلا للّه تعالى.
٢ - التقديم : في قوله تعالى « وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ ».
حيث قدّم الظرف، والكلام العربي الفصيح أن يؤخر ولا يقدم. فما باله مقدّما في أفصح الكلام وأعربه والسبب في ذلك أن الكلام إنما سيق لنفي المكافأة عن ذات الباري سبحانه، وهذا المعنى مصبه ومركزه هو هذا الظرف، فكان لذلك أهم شي ء وأعناه، وأحقه بالتقدم وأحراه.
الفوائد :
- فضل سورة الإخلاص :
عن أبي سعيد الخدري رضي اللّه عنه : أن رجلا سمع رجلا يقرأ :(قل هو اللّه أحد) فلما أصبح، جاء إلى النبي (صلّى اللّه عليه وسلّم)، فذكر ذلك له، وكان الرجل يتقالّها، فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وسلّم) : والذي نفسي بيده، إنها لتعدل ثلث القرآن وفي رواية قال : قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وسلّم) لأصحابه : أ يعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة، فشق ذلك عليهم فقالوا : أيّنا يطيق ذلك؟ فقال :(قل هو اللّه أحد) ثلث القرآن. عن أبي الدرداء أن النبي (صلّى اللّه عليه وسلّم). قال : إن اللّه جزأ القرآن ثلاثة أجزاء، فجعل (قل هو اللّه أحد) جزءا من القرآن.