ج ٧، ص : ٩٢
الضم.. والواو اسم كان (الباء) حرف جر و(الهاء) ضمير في محلّ جر متعلق بـ (يستهزئون) وهو مضارع مرفوع... والواو فاعل.
جملة « استهزئ... » لا محلّ لها جواب قسم مقدر.
وجملة « حاق... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الجواب.
وجملة « سخروا... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة « كانوا... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الاسمي أو الحرفي.
وجملة « يستهزئون » في محلّ نصب خبر كانوا.
الصرف :
(حاق)، فيه إعلال بالقلب، الألف فيه أصلها ياء لأن مضارعه يحيق، جاءت الياء متحركة بعد فتح قلبت ألفا.
البلاغة
١ - الكناية : في قوله تعالى « فَحاقَ بِالَّذِينَ » فهو كناية عن إهلاكهم وإسناده إلى ما أسند إليه مجاز عقلي إذ من المعلوم أن مذهب أهل الحق أن المهلك ليس إلا اللّه تعالى، فاسناده إلى غيره لا يكون إلا مجازا.
٢ - فن رد الاعجاز على الصدور في هذه الآية ضرب من المحسنات اللفظية والمعنوية أطلق عليه علماء البلاغة « ردّ العجز على الصدر » وهو فنّ لطيف تباري فيه الشعراء قديما وتبعهم الناثرون ويبقى هذا الفن ضربا من الحسن ما لم يلج باب التصنّع والتكلف ومن هذا الفن قوله تعالى : وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ.

_
استهزائهم بالرسول المندرج في جملة الرسل... ويرى أن في الكلام حذف مضاف أي حاق بهم عاقبة كونهم مستهزئين.

ج ٧، ص : ٩٣
فالحظ معي هذا التجاوب بين « استهزئ ويستهزئون وكيف ترتاح النفس لهذا التقابل وكأنها كانت تنتظر وروده قبل أن يرد... وقد رمق هذا الفن وتطلع إليه كثير من الشعراء قبل أن يتحول من الصنعة إلى التصنّع..
ثوى بالثرى من كان يحيى به الثرى ويغمر صرف الدهر نائله الغمر
[سورة الأنعام (٦) : آية ١١]
قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (١١)
الإعراب :
(قل) فعل أمر، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (سيروا) فعل أمر مبني على حذف النون... والواو فاعل (في الأرض) جار ومجرور متعلق بـ (سيروا) « ١ »
، (ثم) حرف عطف (انظروا) مثل سيروا (كيف) اسم استفهام مبني في محلّ نصب خبر كان مقدم (كان) فعل ماض ناقص (عاقبة) اسم كان مرفوع (المكذبين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجر الياء.
جملة « قل... » لا محلّ لها استئنافية.
وجملة « سيروا.... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة « انظروا... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
وجملة « كان عاقبة... » في محلّ نصب مفعول به لفعل النظر المعلق بالاستفهام.
_
(١) يجوز تعليقه بمحذوف حال من الواو في (سيروا).


الصفحة التالية
Icon