ج ٨، ص : ٣٧٩
البلاغة
الآية « ٢٠ »..
- سر تكرير الحروف في اللفظ الواحد :
وحدّه : كلما تكررت الحروف في اللفظ الواحد كان ذلك إيذانا بتكرير العمل، ونقل الفعل من وزن إلى وزن لم يجنح إليه الواضع في الأصل إلا لهذا السر الخفي، واللفظ هنا « وسوس » فهو تجسيد حي وتصوير بليغ لدأب إبليس على الإغواء، وإجهاده نفسه لحملها على أن تزل بهما القدم، ويرتطما في مزالق الشر، فهو يوسوس إليهما المرة بعد المرة.
ومن ذلك قولهم : خشن واخشوشن، لا تفيد خشن ما تفيد كلمة اخشوشن، لما فيه من تكرير الحروف.
الفوائد
١ - قوله « فوسوس » هو من ضروب البلاغة المنتشرة في بطون اللغة العربية الناجم عن « تكرار الحروف في الفعل الواحد ».
فهو تصوير حيّ لدأب إبليس على متابعة الإغواء ومثله قولك « اخشوشن واعشوشب »، فكأن العرب لما رأت كثرة العشب قالت اعشوشب وهكذا فإن تكرار الحروف يفيد تقوية المعنى ومضاعفة مضمون الكلمة..
٢ - « طفق » هي من أفعال المقاربة التي تعمل عمل كان وأخواتها مع شي ء من التفصيل.
وخبر هذه الأفعال « جملة » وشذّ مجيئه مفردا كقول تأبط شرا :
فأبت إلى فهم وما كنت آيبا وكم مثلها فارقت وهي تصغر
وتقسم هذه الأفعال إلى ثلاثة زمر :