ج ٨، ص : ٤٥٤
الواو مصدران لفعل وحد يحد بضمّ الحاء في الماضي وكسرها في المضارع - على غير قياس -.
(تعدنا)، فيه إعلال بالحذف لأنه مضارع المثال المكسور العين حيث تحذف فاؤه أبدا، وزنه تعلنا.
البلاغة
١ - الكناية : وذلك في قوله تعالى « قالَ : يا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفاهَةٌ وَلكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ » فقد كنى عن تكذيبهم بقولهم لهود عليه السّلام : إنا لنراك في سفاهة.
٢ - العدول إلى الاسمية : أتى في قصة هود بالجملة الاسمية فقال « وَأَنَا لَكُمْ ناصِحٌ أَمِينٌ » وأتى في قصة نوح بالجملة الفعلية حيث قال « وَأَنْصَحُ لَكُمْ » وفي هذا العدول عن الفعلية إلى الاسمية ما لا يخفى. ولعل التعبير بها هنا وبالفعلية فيما تقدم لتجدد النصح من نوح دون هود عليهما السّلام.
٣ - الكناية : في قوله تعالى « قَطَعْنا دابِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا » فالكلام كناية عن الاستئصال، والدابر الآخر أي أهلكناهم بالكلية ودمرناهم عن آخرهم.
الفوائد
١ - إنّ المكسورة تقع بعد القول الذي لا يتضمن معنى الظنّ وهو موضع من اثني عشر موضعا يتحتم فيها كسر همزة « إنّ » سيكون لنا معها حديث مفصّل إن شاء الله.


الصفحة التالية
Icon