فنفى عن نفسه وعنهم القدرة وأثبتها لله، فقال: ﴿ إنما يأتيكم به الله إن شاء وما أنتم بمعجزين * ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم ﴾ وجزاء الشرط في قوله: ﴿ إن كان الله يريد أن يغويكم ﴾ ما دل عليه قوله: "ولا ينفعكم نصحي".
ومعنى "يُغْوِيَكُم": يُضِلّّكم ويهلككم.
قال ابن السكيت (١) : من قولك: غوى الفصيل يغوي غوىً؛ إذا لم يرو من لبأ أمه حتى يموت هزالاً (٢).
وقال غيره: هو أن يكثر من شرب اللبن حتى يهلك (٣).
﴿ هو ربكم ﴾ يتصرف فيكم كيف شاء بالإغواء والإرشاد ﴿ وإليه ترجعون ﴾ يوم المعاد.
ôQr& يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرَامِي وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تُجْرِمُونَ اجخب
﴿ أم يقولون ﴾ بل يقولون ﴿ افتراه ﴾ اختلق الوحي وأتى به من عند نفسه، ﴿ قل إن افتريته فَعَلَيَّ إجرامي ﴾ إثم إجرامي، والإجرام: اكتساب السيئة.
وقرأت لأبي عمرو من رواية عبد الوارث عنه: "أجرامي" بفتح الهمزة، وهي قراءة أبي المتوكل وابن السميفع (٤)، وهو جمع جرم.
قال صاحب الكشاف (٥) : المعنى: إن صح وثبت أني افتريته فعليّ عقوبة
(٢)... انظر: اللسان (مادة: غوى).
(٣)... مثل السابق.
(٤)... زاد المسير (٤/١٠٠).
(٥)... الكشاف (٢/٣٧١).
(١/١٥١)
---------***#@--فاصل_صفحات---@#***--------