﴿ يا قوم لا أسألكم عليه ﴾ أي: على تبليغ الرسالة ﴿ أجراً إن أجري إلا على الذي فطرني ﴾ ابتدأ خلقي ﴿ أفلا تعقلون ﴾ إذ تردّون نصيحةَ من لا يلتمسُ أجراً إلا من الله.
﴿ ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه ﴾ سبق تفسيره في أول السورة (١).
﴿ يرسل السماء عليكم مدراراً ﴾ سبق تفسيره في أول الأنعام (٢)، وعدهم هود عليه السلام بإرسال السماء عليهم استمالة لهم إلى الإسلام، وترغيباً لهم في الإيمان؛ لأن الغيث حُبِسَ عنهم ثلاث سنين، وكانوا أهل ضرع وزرع.
﴿ ويزدكم قوة إلى قوتكم ﴾ بطشاً وشدة إلى ما أُتيتموه من القوة والبأس، زيادة على سائر الناس.
وروي عن ابن عباس: أن القوة: الولد وولد الولد (٣)، فإن أرحام نسائهم عقمت حين عاندوا هوداً وكذبوه، فوعدهم هود بإحياء بلادهم وزيادة أولادهم.
وروي: أن الحسن بن علي رضي الله عنهما وفد على معاوية رضي الله عنه، فلما خرج من عنده تبعه بعض حجابه، فقال له: إني رجل ذو مال ولا يولد لي، فعلمني شيئاً لعل الله يرزقني ولداً. فقال له الحسن: عليك بالاستغفار، وكان ذلك الرجل بعدُ يكثرُ الاستغفار، فولد له عشر بنين، فبلغ ذلك معاوية فقال: هلاَّ سألته مما كان ذلك؟ فوفد وفدة أخرى فسأله الرجل، فقال: ألم تسمع قول هود عليه السلام: { ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدراراً ويزدكم قوة إلى
(٢)... عند تفسير الآية رقم (٦).
(٣)... زاد المسير (٤/١١٧).
(١/١٧٢)
---------***#@--فاصل_صفحات---@#***--------