قال علي عليه السلام: ((أولياء الله صفر الوجوه من السهر، عمش العيون من العبر، خمص البطون من الطوى، يبس الشفاه من الذوى)) (١).
وقيل: هم المتحابون في الله عز وجل (٢).
روى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أن رسول الله - ﷺ - قال: ((إن من عباد الله لأناساً ما هم بأنبياء ولا شهداء، يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة، لمكانهم من الله عز وجل. قالوا: يا رسول الله! من هم؟ وما أعمالهم لعلنا نحبهم؟ قال: هم قوم تحابوا بروح الله بغير أرحام بينهم ولا أموال يتعاطونها بينهم، فوالله إن وجوههم لنور، وإنهم لعلى منابر من نور، لا يخافون إذا خاف الناس، ولا يحزنون إذا حزن الناس، ثم قرأ: ﴿ ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ﴾ )) (٣).

فصل


وفي هذه الآية -على هذا التأويل- دليل واضح على فضل المحبة في الله عز وجل.
وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله - ﷺ - :((إن الله تعالى يوم القيامة يقول: أين المتحابون بجلالي؟ اليوم أظلهم في ظلي، يوم لا ظل إلا
(١)... ذكره القرطبي في التفسير (٨/٣٥٨)، والعجلوني في كشف الخفاء (١/٥٨).
(٢)... ذكره السيوطي في الدر المنثور (٤/٣٧٣) وعزاه لابن مردويه عن أبي هريرة.
(٣)... أخرجه أبو داود (٣/٢٨٨ ح٣٥٢٧)، والبيهقي في الشعب (٦/٤٨٦ ح٨٩٩٨).
(١/٦٩)
---------***#@--فاصل_صفحات---@#***--------


الصفحة التالية
Icon