مصعب (١)، عن مالك، عن أبي حازم بن دينار (٢)، عن أبي إدريس الخولاني قال: دخلت مسجد دمشق فإذا فتى برّاق الثنايا، وإذا الناس معه إذا اختلفوا في شيء أسندوه إليه وصدروا عن رأيه، فسألت عنه فقيل: هذا معاذ بن جبل. فلما كان الغد هَجَّرْتُ فوجدته قد سبقني بالتَّهْجِير (٣) ووجدته يصلي، قال: فانتظرته حتى قضى صلاته، ثم جئته من قبل وجهه فسلمت عليه، ثم قلت: والله إني لأحبك لله، فقال: آلله، فقلت: آلله، فقال: آلله، فقلت: آلله. وأخذ بحبوة ردائي فجذبني إليه، وقال: أبشر، فإني سمعت رسول الله - ﷺ - يقول: قال الله عز وجل: وجبتْ محبتي للمتحابين فيّ، والمتزاورين فيّ، والمتباذلين فيّ (٤).
قوله تعالى: ﴿ الذين آمنوا ﴾ مبتدأ، خبره: "لهم البشرى"، أو في موضع نصب على المدح، أو صفة لـ"أولياء" (٥).
قوله: ﴿ لهم البشرى في الحياة الدنيا ﴾ أخرج الإمام أحمد رحمه الله في مسنده
(٢)... سلمة بن دينار، أبو حازم الأعرج الأفزر التمار المدني القاص، مولى الأسود بن سفيان المخزومي، ويقال: مولى بني شجع من بني ليث، كان ثقة كثير الحديث، مات في خلافة أبي جعفر بعد سنة أربعين ومائة (تهذيب التهذيب ٤/١٢٦، والتقريب ص: ٢٤٧).
(٣)... التهجير: التبكير والمبادرة إلى كل شيء (اللسان، مادة: هجر).
(٤)... أخرجه ابن حبان (٢/٣٣٥ ح٥٧٥)، والحاكم (٤/١٨٦ ح٧٣١٤).
(٥)... التبيان (٢/٣٠)، والدر المصون (٤/٤٩).
(١/٧١)
---------***#@--فاصل_صفحات---@#***--------