يَا لَيْتَ شِعْرِي وَالمُنَى لاَ تَنْفَعُ... هَلْ أَغْدُوَنْ يَوْماً وَأَمْرِي مُجْمَعُ (١)
قرأ الحسن البصري ويعقوب: "وَشُرَكَاؤُكُمْ" بالرَّفع، ونصبه الباقون (٢).
فمن رَفَعَ عَطَفَ على الضمير في "فَأَجْمِعُوا" وجاز من غير توكيد كالمنفصل؛ لقيام الفاصل مقامه لطول الكلام، كما تقول: أطرب زيداً وعمرو.
ومن نَصَبَ فعلى معنى: وادعوا شركاءكم، وكذلك هو في مصحف أُبيّ بن كعب. والعرب تضمر مثل هذا الفعل إذا كان في الكلام دليل عليه؛ كقوله:
وَعَلَفْتُها تِبْناً [وَمَاءً] (٣) بَارِداً......................... (٤)
نصب "الماء" لمحذوف دل الكلام عليه، وهو ما بين العلف والسقي من الرابطة، التقدير: وسقيتها ماء بارداً.
وقال الزجاج (٥) : الواو في "وشركاءكم" بمعنى: مع، أي: فأجمعوا أمركم مع شركاءكم، كما تقول: لو تُركت الناقةُ وفصيلَها لَرَضعها، أي: لو تركتها مع فصيلها.
ويجوز أن يكون نصب "شركاءكم" على قراءة من وصل الهمزة في "فأجمعوا" على العطف؛ على الأمر، المعنى: أجمعوا أمركم وأجمعوا شركاءكم.
(٢)... النشر (٢/٢٨٦)، وإتحاف فضلاء البشر (ص: ٢٥٣).
(٣)... في الأصل: ماء. انظر: مصادر تخريج البيت.
(٤)... صدر بيت لذي الرمة، وقد تقدم.
(٥)... معاني الزجاج (٣/٢٨).
(١/٧٨)
---------***#@--فاصل_صفحات---@#***--------