بالجنة في الأخرى، فقال: ﴿ وبشر المؤمنين ﴾ هذا قول جمهور المفسرين (١).
وقال صاحب الكشاف (٢) : إن قلت كيف نَوَّعَ الخطاب، فثَنَّى أولاً، ثم جَمَعَ، ثم وَحَّد؟
قلتُ: خوطب موسى وهارون أن يتبوآ لقومهما بيوتاً، ويختاراها للعبادة، وذلك مما [يفوض إلى] (٣) الأنبياء، ثم خاطبهما وقومهما باتخاذ المساجد والصلاة فيها؛ لأن ذلك واجب على الجمهور، ثم خصَّ موسى عليه السلام بالبشارة التي هي الغرض؛ تعظيماً لها وللمبشر بها.
قوله تعالى: ﴿ وقال موسى ربنا إنك آتيت فرعون وملأه زينة وأموالاً في الحيوة الدنيا ﴾ أي: ما يتزينون به من ثياب وحُلي وفرش وأثاث وغير ذلك.
قال ابن عباس: كان لهم من [لدن] (٤) فسطاط مصر إلى أرض الحبشة جبال فيها معادن من ذهب وفضة وزبرجد وياقوت (٥).
﴿ ربنا ليَضلوا عن سبيلك ﴾ وقرأ أهل الكوفة: "ليُضلوا" بضم الياء (٦).
وقال ابن الأنباري (٧) : هي لام الدعاء، فالمعنى: ابتلهم بالضلال، فيكون دعاء

(١)... الماوردي (٢/٤٤٧)، وزاد المسير (٤/٥٥) كلاهما من قول سعيد بن جبير.
(٢)... الكشاف (٢/٣٤٦).
(٣)... في الأصل: يفرض على. والتصويب من الكشاف، الموضع السابق.
(٤)... في الأصل: الزين. والمثبت من الوسيط (٢/٥٥٧)، وزاد المسير (٤/٥٥).
(٥)... ذكره الواحدي في الوسيط (٢/٥٥٧)، وزاد المسير (٤/٥٥).
(٦)... الحجة للفارسي (٢/٢٠٨)، والحجة لابن زنجلة (ص: ٣٣٥)، والنشر (٢/٢٦٢)، وإتحاف فضلاء البشر (ص: ٢٥٣)، والسبعة في القراءات (ص: ٢٦٧).
(٧)... انظر: زاد المسير (٤/٥٦).
(١/٨٩)
---------***#@--فاصل_صفحات---@#***--------


الصفحة التالية
Icon