أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ (٨١) إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (٨٢) فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ارجب
ثم ذكر لهم ما هو أعظم من خلق الإنسان فقال تعالى: ﴿ أو ليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر ﴾.
وروى رويس وأبو حاتم عن يعقوب: "يَقْدِرُ" بياء مفتوحة وسكون القاف من غير ألف (١)، جعله فعلاً مضارعاً، وهي قراءة أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وقد [ذكرناه] (٢) في بني إسرائيل.
﴿ يخلق مثلهم بلى وهو الخلاق ﴾ وقرأ أبي بن كعب والحسن: "الخالق العليم" (٣).
و"الخلاّق": الكثير المخلوقات، "العليم": الكثير المعلومات.
والآية التي بعد هذه مفسرة في النحل (٤).
ثم نزّه نفسه سبحانه وتعالى عما يقولون فقال: ﴿ فسبحان الذي بيده ملكوت ﴾ أي: مُلْك ﴿ كل شيء ﴾ والقدرة على كل شيء ﴿ وإليه ترجعون ﴾ بعد الموت. والله تعالى أعلم.

(١)... النشر (٢/٣٥٥)، والإتحاف (ص: ٣٦٧).
(٢)... في الأصل: ذكرنا.
(٣)... إتحاف فضلاء البشر (ص: ٣٦٧).
(٤)... عند الآية رقم: ٤٠.
(١/٣٦٧)
---------***#@--فاصل_صفحات---@#***--------


الصفحة التالية
Icon