١٧٨٢٦- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الطِّهْرَانِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ، ثنا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ مَعْقِلٍ، أَنَّهُ سَمِعَ وَهْبَ بْنَ مُنَبِّهٍ، يَقُولُ: قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ:"يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ، اسْمَعُوا مِنِّي الْيَوْمَ وَأَنْصِتُوا إِلَيَّ، فَوَعِزَّتِي لا يَجُوزُ الْيَوْمَ ظَالِمٌْ بِظُلْمٍ، وَلا مُتَقَوِّلٌ عَلَيَّ، وَلا مُبْتَدِعٌ فِي عَظَمَتِي، فَهَاتُوا بُرْهَانَكُمْ أَيُّهَا الْمُتَقَوِّلُونَ عَلَيَّ الْمُبْتَدِعُونَ فِي عَظَمَتِي، وَالْمُسْتَخِفُّونَ بِحَقِّ جَلالِي مَا الَّذِي غَرَّكُمْ عَنِّي وَأَنَا الَّذِي لا شَيْءَ مَثَلِي؟ لَوْ تَجَلَّيْتُ لِلأَرْضِ وَالْجِبَالِ لَزُلْزِلْنَ مِنْ هَيْبَتِي وَلَوْ لَحَظْتُ الْبِحَارَ لَيَبِسَتْ مِيَاهُهَا وَبَدَتْ قُعُورُهَا مِنْ خَشْيَتِي، وَلَوْ أَنَّ جَمِيعَ الْخَلائِقِ سَمِعُوا كَلِمَةً مِنْ كَلامِي لَصَعِقُوا مِنْ خَوْفِي، فَهَاتُوا بُرْهَانَكُمْ أَيُّهَا الْجَهَلَةُ بأَنَّ لِهَذَا الْخَلْقِ بَدِيعًا غَيْرِي، وَبِأَنَّ لِي شَرِيكًا كَمَا زَعَمْتُمْ فِي مُلْكِي، أَوْ ثَانِيًا وَلِيًّا مَعِي، وَبِأَيِّ شَيْءٍ عَبَدْتُمُوهَا دُونِي؟ وَلأَيْ شَيْءٍ نَفَيْتُمُوهَا عَنْ عِبَادَتِي وَمُلْكِي وَرُبُوبِيَّتِي؟، فَالْوَيْلُ الطَّوِيلُ يَوْمَئِذٍ لِمَنْ أَبَادَ كَذِبُهُ صِدْقَهُ فِيَّ، وَالْوَيْلُ الطَّوِيلُ يَوْمَئِذٍ لِمَنْ أَزْهَقَ الضَّلالَةَ حَقِّي، وَالْوَيْلُ الطَّوِيلُ يَوْمَئِذٍ لِمَنْ دَحِضَتْ حُجَّتُهُ قُدَّامِي".
قوله تعالي: " فعلموا أن الحق لله " يعني:"العدل"قَوْلُهُ تَعَالَى: " وَضَلَّ عَنْهُمْ "


الصفحة التالية
Icon