عَنِّي؟، فَإِنِّي لَمْ أَجِدِ الْيَوْمَ تَوْبَةً أَفْضَلَ مِنْ أَنْ أُكَذِّبَ عَدُوَّ اللَّهِ وَأُبَرِّئَ رَسُولَ اللَّهِ، فَنَكَّسَ قَارُونُ رَأْسَهُ وَعَرَفَ أَنَّهُ قَدْ هَلَكَ وَفَشَى الْحَدِيثُ فِي النَّاسِ، حَتَّى بَلَغَ مُوسَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ مُوسَى شَدِيدَ الْغَضَبِ، فَلَمَّا بَلَغَهُ ذَلِكَ تَوَضَّأَ ثُمَّ صَلَّى وَسَجَدَ يَبْكِي، وَقَالَ: يَا رَبِّ، عَدُوُّكَ قَارُونُ كَانَ لِي مُؤْذِيًا، فَذَكَرَ أَشْيَاءَ ثُمَّ لَمْ يَتَنَاهَ حَتَّى أَرَادَ فَضِيحَتِي، يَا رَبِّ، سَلِّطْنِي عَلَيْهِ، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ أَنْ مُرِ الأَرْضَ بِمَا شِئْتَ تُطْيعُكَ، قَالَ: فَجَاءَ مُوسَى إِلَى قَارُونَ، فَلَمَّا رَآهُ قَارُونُ عَرَفَ الْغَضَبَ فِي وَجْهِهِ، فَقَالَ: يَا مُوسَى، ارْحَمْنِي، فَقَالَ مُوسَى: يَا أَرْضُ خُذِيهِمْ، فَاضْطَرَبَتْ دَارُهُ وَخُسِفَ بِهِ وَبِأَصْحَابِهِ إِلَى رُكَبِهِمْ، وَسَاخَتْ دَارُهُ عَلَى قَدْرِ ذَلِكَ، قَالَ: وَجَعَلَ، يَقُولُ: يَا مُوسَى، ارْحَمْنِي، وَيَقُولُ مُوسَى: يَا أَرْضُ خُذِيهِمْ، فَاضْطَرَبَتْ دَارُهُ وَخُسِفَ بِهِ وَأَصْحَابِهِ الأَرْضُ إِلَى سُرَرِهِمْ، وَسَاخَتْ دَارُهُ عَلَى قَدْرِ ذَلِكَ وَجَعَلَ يَقُولُ: يَا مُوسَى، ارْحَمْنِي، فَقَالَ مُوسَى: يَا أَرْضُ خُذِيهِمْ، قَالَ: فَاضْطَرَبَتْ دَارُهُ وَخُسِفَ بِهِ وَبِأَصْحَابِهِ إِلَى حُلُوقِهِمْ، وَسَاخَتْ دَارُهُ عَلَى قَدْرِ ذَلِكَ، وَقَالَ: يَا مُوسَى، ارْحَمْنِي، فَقَالَ: يَا أَرْضُ، خُذِيهِمْ، فَقَالَ: فَخُسِفَ بِهِ وَبِأَصْحَابِهِ وَبِدَارِهِ، فَلَمَّا خُسِفَ بِهِ قِيلَ لَهُ: يَا مُوسَى مَا أَفَظَّكَ، أَمَا وَعِزَّتِي لَوْ إِيَّايَ دَعَا لَرَحِمْتُهُ"، وَقَالَ أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ، فَقِيلَ لِمُوسَى: لا أُعَبِّدُ الأَرْضَ