عَنْ قَتَادَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فِي قَوْلِهِ:" " فَاسْتَفْتِهِمْ "، قَالَ: فَسَلْهُمْ، يَعْنِي مُشْرِكِي قُرَيْشٍ " أَلِرَبِّكَ الْبَنَاتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ "، قَالَ: لِأَنَّهُمْ قَالُوا: لِلَّهِ الْبَنَاتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ، وَقَالُوا: إِنَّ الْمَلائِكَةَ إِنَاثٌ، فَقَالَ: " أَمْ خَلَقْنَا الْمَلائِكَةَ إِنَاثًا وَهُمْ شَاهِدُونَ " كَذَلِكَ " أَلا إِنَّهُمْ مِنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ وَلَدَ اللَّهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُون َاصطفى الْبَنَاتِ عَلَى الْبَنِينَ " فَكَيْفَ يَجْعَلُ لَكُمُ الْبَنِينَ، وَلِنَفْسِهِ الْبَنَاتِ؟ " مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ " إِنَّ هَذَا لَحُكْمٌ جَائِرٌ " أَفَلا تَذَكَّرُونَ، أَمْ لَكُمْ سُلْطَانٌ مُبِينٌ " أَيْ عُذْرٌ مُبِينٌ " فَأْتُوا بِكِتَابِكُمْ " أَيْ بِعُذْرِكُمْ " إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ، وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا "، قَالَ: زَعَمَ أَعْدَاءُ اللَّهِ أَنَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنَّهُ هُوَ وَإِبْلِيسُ إِخْوَانٌ".
قَوْلُهُ تَعَالَى: " وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ "
عَنْ مُجَاهِدٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فِي قَوْلِهِ:" " وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا "، قَالَ: قَالَ كُفَّارُ قُرَيْشٍ: الْمَلائِكَةُ بَنَاتُ اللَّهِ، فَقَالَ لَهُمْ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ: فَمَنْ أُمَّهَاتُهُمْ؟ فَقَالُوا: بَنَاتُ سَرَوَاتِ الْجِنِّ، فَقَالَ اللَّهُ: " وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ "، يَقُولُ: إِنَّهَا سَتَحَضُرُ الْحِسَابَ، قَالَ: وَالْجِنَّةُ: الْمَلائِكَةُ"
عَنْ عَطَيَّةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فِي قَوْلِهِ:" " وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا "، قَالَ: قَالُوا صَاهَرَ إِلَى كِرَامِ الْجِنِّ"