عَنِ الْحَسَنِ،" " وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا "، قَالَ: هُوَ الشَّيْطَانُ، دَخَلَ سُلَيْمَانُ عَلَيْهِ السَّلامُ الْحَمَّامَ، فَوَضَعَ خَاتَمَهُ، عِنْدَ امْرَأَةٍ مِنْ أَوْثَقِ نِسَائِهِ فِي نَفْسِهِ، فَأَتَاهَا الشَّيْطَانُ فَتَمَثَّلَ لَهَا عَلَى صُورَةِ سُلَيْمَانَ عَلَيْهِ السَّلامُ، فَأَخَذَ الْخَاتَمَ مِنْهَا، فَلَمَّا خَرَجَ سُلَيْمَانُ عَلَيْهِ السَّلامُ أَتَاهَا، فَقَالَ لَهَا: هَاتِي الْخَاتَمُ، فَقَالَتْ: قَدْ دَفَعْتُهُ إِلَيْهِ، قَالَ مَا فَعَلْتِ ! فَهَرَبَ سُلَيْمَانُ عَلَيْهِ السَّلامُ، وَجَلَسَ الشَّيْطَانُ عَلَى مُلْكِهِ، وَانْطَلَقَ سُلَيْمَانُ عَلَيْهِ السَّلامُ هَارِبًا فِي الْأَرْضِ يَتَتَبَّعُ وَرَقَ الشَّجَرِ خَمْسِينَ لَيْلَةً، فَأَنْكَرَ بَنُو إِسْرَائِيلَ أَمْرَ الشَّيْطَانِ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: هَلْ تُنْكِرُونَ مَنْ أَمَرِ مَلِكِكُمْ مَا نُنْكِرُ عَلَيْهِ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: أَمَّا لَقَدْ هَلَكْتُمْ أَنْتُمُ الْعَامَّةُ، وَأَمَّا قَدْ هَلَكَ مَلِكُكُمْ، فَقَالُوا: وَاللَّهِ إِنَّ عِنْدَكُمْ مِنْ هَذَا الْخَبَرِ، نِسَاؤُهُ مَعَكُمْ فَاسْأَلُوهُنَّ، فَإِنْ كُنَّ أَنْكَرْنَ مَا أَنْكَرْنَا فَقَدِ ابْتُلِينَا فَسَأَلُوهُنَّ، فَقُلْنَ: إِي وَاللَّهِ، لَقَدْ أَنْكَرْنَا، فَلَمَّا انْقَضَتْ مُدَّتُهُ انْطَلَقَ سُلَيْمَانُ عَلَيْهِ السَّلامُ حَتَّى سَاحِلَ الْبَحْرِ، فَوَجَدَ صَيَّادِينَ يَصِيدُونَ السَّمَكَ، فَصَادُوا سَمَكًا كَثِيرًا غَلَبَهُمْ بَعْضُهُ فَأَلْقَوْهُ، فَأَتَاهُمْ سُلَيْمَانُ عَلَيْهِ السَّلامُ فَاسْتَطْعَمَهُمْ فَأَعْطَوْهُ تِلْكَ الْحِيتَانَ، قَالَ: لا، بَلْ أَطْعِمُونِي مِنْ هَذَا فَأَبَوْا، فَقَالَ: أَطْعِمُونِي فَإِنِّي سُلَيْمَانُ، فَوَثَبَ إِلَيْهِ بَعْضُهُمْ فَضَرَبَهُ غَضَبًا لِسُلَيْمَانَ، فَأَتَى إِلَى


الصفحة التالية
Icon