وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَيَأْتُونِي وَلِي عِنْدَ رَبِّي ثَلاثُ شَفَاعَاتٍ وَعَدَنِيهِنَّ، فَأَنْطَلِقُ حَتَّى آتيَ بَابَ الْجَنَّةِ، فَآخُذُ بِحَلَقَةِ الْبَابِ، فَأَسْتَفْتِحُ فيُفْتَحُ لِي، فَأَخِرُّ سَاجِدًا، فَيُأْذَنُ لِي مِنْ حَمْدِهِ وَتَمْجِيدِهِ بِشَيْءٍ مَا أُذِنَ بِهِ لِأَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ، ثُمَّ يَقُولُ:"ارْفَعُ رَأْسَكَ يَا مُحَمَّدُ، اشْفَعْ تُشَفَّعْ وَسَلْ تُعْطَهْ"، فَإِذَا رَفَعْتُ رَأْسِي، قَالَ لِي وَهُوَ أَعْلَمُ:"مَا شَأْنُكَ؟"، فَأَقُولُ: يَا رَبِّ، وَعَدْتَنِي الشَّفَاعَةَ فَشَفِّعْنِي، أَقُولُ: يَا رَبِّ، مَنْ وَقَعَ فِي النَّارِ مِنْ أُمَّتِي؟ فَيَقُولُ اللَّهُ:"أَخْرِجُوا مَنْ عَرَفْتُمْ"، فَيَخْرُجُ أُولَئِكَ حَتَّى لا يَبْقَى نَبِيٌّ وَلا شَهِيدٌ إِلا شُفِّعَ، فَيَقُولُ اللَّهُ:"أَخْرِجُوا مَنْ وَجَدْتُمْ فِي قَلْبِهِ زِنَةَ دِينَارٍ مِنْ خَيْرٍ"، فَيَخْرُجُ أُولَئِكَ حَتَّى لا يَبْقَى مِنْهُمْ أَحَدٌ، وَحَتَّى لا يَبْقَى فِي النَّارِ مَنْ عَمِلَ خَيْرًا قَطُّ، وَلا يَبْقَى أَحَدٌ لَهُ شَفَاعَةٌ إِلا شُفِّعَ، حَتَّى إِنَّ إِبْلِيسَ لَيَتَطَاوَلُ فِي النَّارِ لِمَا يَرَى مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ رَجَاءً أَنْ يَشْفَعَ لَهُ، ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُ:"بَقِيتُ وَأَنَا أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ"، فَيَقْبِضُ قَبْضَةً فَيَخْرُجُ مِنْهَا مَا لا يُحْصِيهُ غَيْرُهُ، فَيُنْبِتَهُمْ عَلَى نَهْرٍ يُقَالُ لَهُ: نَهْرُ الْحَيَوَانِ، فَيَنْبُتُونَ فِيهِ كَمَا تَنْبُتُ الْحَبَّةُ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ، فَمَا يَلِي الشَّمْسَ أَخْضَرُ، وَمَا يَلِي الظِّلَّ أَصْفَرُ، فَيَنْبُتُونَ كَالدُّرِّ مَكْتُوبٌ فِي رِقَابِهِمُ الْجَهَنَّمِيُّونَ عُتَقَاءُ الرَّحْمَنِ لَمْ يَعْمَلُوا لِلَّهِ خَيْرًا قَطُّ، يَقُولُ مَعَ التَّوْحِيدِ،