عَنْ مُوسَى بْنِ صَالِحِ بْنِ الصَّبَّاحِ، رضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ:"إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ يُؤْتَى بِأَهْلِ وِلايَةِ اللَّهِ، فَيَقُومُونَ بَيْنَ يَدَيْهِ ثَلاثَةَ أَصْنَافٍ، فَيُؤْتَى بِرَجُلٍ مِنَ الصِّنْفِ الْأَوَّلِ، فَيَقُولُ عَبْدِي لِمَاذَا عَمِلْتَ؟"، فَيَقُولُ: يَارَبِّ، خَلَقْتَ الْجَنَّةَ وَأَشْجَارَهَا، وَحُورَهَا، وَنَعِيمَهَا، وَمَا أَعْدَدْتَ لِأَهْلِ طَاعَتِكَ فِيهَا، فَأَسْهَرْتُ لَيْلِي وَأَظْمَأْتُ نَهَارِي شَوْقًا إِلَيْهَا، فَيَقُولُ:"عَبْدِي إِنَّمَا عَمِلْتَ لِلْجَنَّةِ فَادْخُلْهَا، وَمِنْ فَضْلِي عَلَيْكَ أَنْ أُعْتِقَكَ مِنَ النَّارِ"، فَيَدْخُلُهَا هُوَ وَمَنْ مَعَهُ، ثُمَّ يُؤْتَى بِالصِّنْفِ الثَّانِي، فَيَقُولُ:"عَبْدِي لِمَاذَا عَمِلْتَ؟"، فَيَقُولُ: يَاربِّ، خَلَقْتَ نَارًا، وَخَلَقْتَ أَغْلالَهَا وَسَعِيرَهَا، وَسُمُومَهَا وَيَحْمُومَهَا، وَمَا أَعْدَدْتَ لِأَعْدَائِكَ، وَلِأَهْلِ مَعْصِيَتِكَ فِيهَا، فَأَسْهَرْتُ لَيْلِي، وَأَظْمَأْتُ نَهَارِي خَوْفًا مِنْهَا، فَيَقُولُ:"عَبْدِي إِنَّمَا عَمِلْتَ خَوْفًا مِنَ النَّارِ، فَإِنِّي أَعْتَقْتُكَ مِنَ النَّارِ، وَمِنْ فَضْلِي عَلَيْكَ أَدْخَلْتُكَ جَنَّتِي"، فَيَدْخُلُ هُوَ وَمَنْ مَعُهُ الْجَنَّةَ، ثُمَّ يُؤْتَى بِرَجُلٍ مِنَ الصِّنْفِ الثَّالِثِ، فَيَقُولُ:"عَبْدِي، وَلِمَاذَا عَمِلْتَ؟"، فَيَقُولُ: رَبِّي، حُبًّا لَكَ، وَشَوْقًا إِلَيْكَ، وَعِزَّتِكَ لَقَدْ أَسْهَرْتُ لَيْلِي، وَأَظْمَأْتُ نَهَارِي شَوْقًا إِلَيْكَ، وَحُبًّا لَكَ، فَيَقُولُ اللَّهُ:"عَبْدِي، إِنَّمَا عَمِلْتَ شَوْقًا إِلَيَّ، وَحُبًّا لِي"، فَيَتَجَلَّى لَهُ الرَّبُّ، فَيَقُولُ:"هَا أَنَا ذَا، أُنْظُرْ إِلَيَّ"، ثُمَّ يَقُولُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ:"فَضْلِي عَلَيْكَ أَنْ أُعْتِقَكَ مِنَ النَّارِ،