وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ " "
عَنْ قَتَادَةَ، فِي قَوْلِهِ:" " وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا "، أَيْ إِلَى ذُنُوبِهَا، " لا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَو كَانَ ذَا قُرْبَى "، قَالَ: قَرَابَةٌ قَرِيبَةٌ لا يَحْمِلُ مِنْ ذَنُوبِهِ شَيْئًا، " إِنَّمَا تُنْذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ "، أَيْ يَخْشَوْنَ النَّارَ وَالْحِسَابَ، وَفِي قَوْلِهِ: " وَمَنْ تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ "، أَيْ مَنْ عَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَإِنَّمَا يَعْمَلُ لِنَفْسِهِ، وَفِي قَوْلِهِ: " وَمَا يَسْتَوِي "، قَالَ: خَلَقٌ فُضِّلَ بَعَضُهُ عَلَى بَعْضٍ، فَأَمَّا الْمُؤْمِنُ فَعَبْدٌ حَيُّ الْأَثَرِ، حَيُّ الْبَصَرِ، حَيُّ النِّيَّةِ، حَيُّ الْعَمَلِ، وَالْكَافِرُ عَبْدٌ مَيِّتُ الْأَثَرِ، مَيِّتُ الْبَصَرِ، مَيِّتُ الْقَلْبِ، مَيِّتُ الْعَمَلِ".
قَوْلُهُ تَعَالَى: " وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ "
عَنْ قَتَادَةَ،" " وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ "، قَالَ: هَذَا مَثَلٌ ضَرَبَهُ اللَّهُ لِلْكَافِرِ وَالْمُؤْمِنِ، يَقُولُ: كَمَا لا يَسْتَوِي هَذَا، وَهَذَا كذلك لا يَسْتَوِي الْكَافِرُ وَالْمُؤْمِنُ".
قَوْلُهُ تَعَالَى: " وَلا الظُّلُمَاتُ وَلا النُّورُ "
عَنِ السُّدِّيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَ، فِي قَوْلِهِ:" " وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ "، قَالَ: الْكَافِرُ وَالْمُؤْمِنُ، " وَلا الظُّلُمَاتُ "، قَالَ: الْكُفْرُ، " وَلا النُّورُ "، قَالَ: الْإِيْمَانُ، " وَلا الظِّلُّ "، قَالَ: الْجَنَّةُ، " وَلا الْحَرُورُ "، قَالَ: النَّارُ، " وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلا الْأَمْوَاتُ "، قَالَ: الْمُؤْمِنُ وَالْكَافِرُ، " إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ "، قَالَ: يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ".
قَوْلُهُ تَعَالَى: " وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ "