لَهَا خَرَاطِيمُ، كَأَنَّهَا الْبَلَسُ شَبِيهَةٌ بِالْوِطْوَاطِ حُمُرٌ وَسُودٌ، فَلَمَّا رَأَوْهَا أَشْفَقُوا مِنْهَا وَسُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ، فَرَمَتْهُمْ بِحِجَارَةٍ مُدَحْرَجَةٍ كَالْبَنَادِقِ، تَقَعُ عَلَى جِبَالِهِمْ فَلَمْ يَرَوْا أَحَدًا غَشِيَهُمْ، فَبَعَثَ ابْنَهُ عَلَى فَرَسٍ سَرِيعٍ يَنْظُرُ مَا لَقُوا، فَإِذَا مُشَدَّخِينَ جَمِيعًا، فَرَجَعَ يَرْفَعُ رَأْسَهُ كَاشِفًا فَخْذَهُ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ أَبُوهُ، قَالَ: إِنَّ ابْنِي أَفْرَسُ الْعَرَبِ وَمَا كَشَفَ عَنْ فَخِذِهِ إِلا بَشِيرًا أَوْ نَذِيرًا، فَلَمَّا دَنَا مِنْ نَادِيهِمْ، قَالُوا: مَا وَرَاءَكَ؟ قَالَ: هَلَكُوا جَمِيعًا، فَخَرَّ عَبْدُ الْمُطِّلِبِ وَأَصْحَابُهُ، فَأَخَذُوا أَمْوَالَهُمْ، وَقَالَ عَبْدُ الْمُطِّلِبِ شِعْرًا فِي الْمَعْنَى: أَنْتَ مَنَعْتَ الْجَيْشَ وَالْأَفْيَالا وَقَدْ رَعَوْا بِمَكَّةَ الْأَفْيَالا وَقَدْ خَشِينَا مِنْهُمُ الْقِتَالا وَكُلَّ أَمْرٍ مِنْهُمُ مِعْضَالا شُكْرًا وَحَمْدًا لَكَ ذِي الْإِجْلالا فَانْصَرَفَ شَهْرٌ هَارِبًا وَحْدَهُ، فَأَوَّلُ مَنْزِلٍ نَزَلَهُ سَقَطَتْ يَدُهُ الْيُمْنَى، ثُمَّ نَزَلَ مَنْزِلًا آخَرَ فَسَقَطَتْ رِجْلُهُ الْيُمْنَى، فَأَتَى مَنْزِلَهُ وَهُوَ جَسْدٌ لا أَعْضَاءَ لَهُ، فَأَخْبَرَهُمُ الْخَبَرَ، ثُمَّ فَاضَتْ نَفْسُهُ وَهُمْ يَنْظُرُونَ"قَوْلُهُ تَعَالَى: " طَيْرًا أَبَابِيلَ "
حَدَّثَنَا: عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَوْلُهُ:" " طَيْرًا أَبَابِيلَ "، قَالَ: هِيَ الْفِرَقُ"


الصفحة التالية
Icon