- ١٣٥٢٤ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لما أراد رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ يهاجر إِلَى المدينة، قَالَ لأصحابه:"تفرقوا عني، فمن كانت به قوة فليتأخر إِلَى آخر الليل، ومن لَمْ تكن قوة، فليذهب في أول الليل، فإذا سمعتم بن قد استقرت بي الأَرْض، فالحقوا بي"، فأصبح بلال المؤذن، وخباب، وعمار، وجارية مِنْ قريش كَانَتِ اسلمت، فأصبحوا بمكة فأخذهم المشركون وأبو جهل، فعرضوا عَلَى بلال إِنَّ يكفر فأبى، فجعلوا يضعون درعاً مِنْ حديد في الشمس، ثُمَّ يلبسونها إياه، فإذا ألبسوها إياه، قَالَ: أحد.. أحد.. ، وأما خباب فجعلوا يجرونه في الشوك، وأما عمار، فقال لَهُمْ كلمة أعجبتهم تقية، وأما الجارية فوتد لها أبو جهل أربعة أوتاد ثُمَّ مدّها، فأدخل الحربة في قبلها حتى قتلها، ثُمَّ خلوا عَنْ بلال، وخباب، وعمار، فلحقوا برسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأخبروه بالذي كَانَ مِنَ امرهم، واشتد عَلَى عمار الّذِي كَانَ تَكَلَّمَ به، فقال لَهُ رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"كيف كَانَ قلبك حين قلت الّذِي قلت، أكان منشرحاً بالذي قلت أم لا؟"، قَالَ: لا، قَالَ: وأنزل الله: " إِلا مِنَ اكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ " ".
- ١٣٥٢٥ مِنْ طَرِيق أَبِي عبيدة بن مُحَمَّد بن عمار، عَنْ أبيه، قَالَ: أخذ المشركون عمار بن ياسر، فلم يتركوه حتى سبّ النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وذكر آلهتهم بخير ثُمَّ تركوه، فلما أتى رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ:"مَا وراءك شيء؟"، قَالَ: شر، مَا تركت حتى نلت منك وذكرت آلهتهم بخير، قَالَ:"كيف تجد قلبك؟"، قَالَ: مطمئن بالإيمان، قَالَ:"إِنَّ عادوا فعد، فنزلت: " إِلا مِنَ اكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ " ".