- ١٣٧٧٣ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: غزونا مع مَعَاوِية غزوة المضيق نحو الروم، فمررنا بالكهف الّذِي فيه أصحاب الكهف الّذِي ذكر الله في القرآن، فقال مَعَاوِية: لو كشف لنا عَنْ هؤلاء فنظرنا إِلَيْهِمْ، فقال لَهُ ابن عباس: ليس ذَلِكَ لك، قد منع الله ذَلِكَ عمن هُوَ خير منك، فقال: " لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا}، فقال مَعَاوِية: لا أنتهي حتي أعلم علمهم، فبعث رجالاً، فقال: اذهبوا فادخلوا الكهف فانظروا، فذهبوا، فلما دخلوا الكهف بعث الله عَلَيْهِمْ ريحاً فأخرجتهم، فبلغ ذَلِكَ ابن عباس، فأنشأ يحدث عنهم، فقال: إنهم كانوا في مملكة ملك مِنَ الجبابرة يعبد الأوثان، وقد أجبر الناس عَلَى عبادتها، وكان هؤلاء الفتية في المدينة، فلما رأوا ذَلِكَ خرجوا مِنْ تلك المدينة فجمعهم الله عَلَى غير ميعاد، فجعل بعضهم يَقُولُ لبعض: أين تريدون؟ أين تذهبون؟ فجعل بعضهم يخفي عَلَى بعض، لأنه لا يدري هَذَا عَلَى مَا خرج هَذَا، ولا يدري هَذَا، فأخذوا العهود والمواثيق إِنَّ يخبر بعضهم بعضاً، فإن اجتمعوا عَلَى شيء وإلا كتم بعضهم بعضاً، فاجتمعوا عَلَى كلمة واحدة: " فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ، " إِلَى قَوْلِهِ " مِرْفَقًا}، قَالَ: فقعدوا فجاء أهلهم يطلبونهم لا يدرون أين ذهبوا، فرفع أمرهم إِلَى الملك، فقال: ليكونن لهؤلاء القوم بعد اليوم شأن.... ناس خرجوا لا يدرى أين ذهبوا في غير خيانة ولا شيء يعرف...... ! فدعا بلوح مِنْ رصاص فكتب فيه أسماءهم ثُمَّ طرح في خزانته، فذلك قول الله: " أَمْ حَسِبْتَ إِنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ}، والرقيم، هُوَ اللوح الّذِي كتبوا، فانطلقوا حتى دخلوا الكهف فضرب الله عَلَى آذانهم فقاموا، فلو إِنَّ الشمس تطلع عَلَيْهِمْ لأحرقتهم، ولولا أنهم يقلبون لأكلتهم الأَرْض، ذَلِكَ قول الله: " وَتَرَى