- ١٣٧٧٤ عَنْ عِكْرِمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ:"كَانَ أصحاب الكهف أبناء ملوك، رزقهم الله الإسلام فتعوذوا بدينهم واعتزلوا قومهم حتى انتهوا إِلَى الكهف، فضرب الله عَلَى صماخاتهم فلبثوا دهراً طويلاً حتى هلكت أمتهم، وجاءت أمة مسلمة وكان ملكهم مسلماً، واختلفوا في الروح والجسد، فقال قائل: يبعث الروح والجسد جميعا، وَقَالَ قائل: يبعث الروح وأما الجسد فتأكله الأَرْض فلا يكون شيئاً، فشق عَلَى ملكهم اختلافهم فانطلق فلبس المسوح وجلس عَلَى الرماد، ثُمَّ دعا الله، فقال: أي رب، قد ترى اختلاف هؤلاء فابعث لَهُمْ آية تبين لَهُمْ، فبعث الله أصحاب الكهف، فبعثوا أحدهم ليشتري لَهُمْ طعاماً فدخل السوق، فلما نظر جعل ينكر الوجوه ويعرف الطرق، ورأى الإِيمَان ظاهراً بالمدينة، فانطلق وهو مستخف حتى أتى رَجُلاً يشتري منه طعاماً، فلما نظر الرجل إِلَى الورق أنكرها، حسبت أنه قَالَ: كأنها أخفاف الرَّبِيعِ يَعْنِي الإبل الصغار، فقال الفتى: أليس ملككم فلان؟ قَالَ الرجل: بل ملكنا فلان، فلم يزل ذَلِكَ بينهما حتى رفعه إِلَى الملك، فنادى في الناس فجمعهم، فقال: إنكم اختلفتم في الروح والجسد وإن الله قد بعث لكم آية، فهذا الرجل مِنْ قوم فلان يَعْنِي ملكهم الّذِي قبله، فقال الفتى: انطلقوا بي إِلَى أصحابي، فركب الملك وركب معه الناس حتى انتهى إِلَى الكهف، فقال الفتى: دعوني أدخل إِلَى أصحابي، فلما أبصروه وأبصرهم ضرب عَلَى آذانهم، فلما استبطؤوه دَخَلَ الملك ودخل الناس معه، فإذا أجساد لايبلى منها شيء غير أنها لا أرواح فيها، فقال الملك: هذه آية بعثها الله لكم، فغزا ابن عباس مع حبيب بن مسلمة فمروا بالكهف فإذا فيه عظام، فقال رجل: هذه عظام أَهْل الكهف، فقال ابن عباس: ذهبت عظامهم أكثر مِنْ ثلثمائة سنة". قَوْلهُ تَعَالَى: " أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا}