- ١٣٩٢٩ عَنْ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، قَالَ: أنا لعند ابن عباس في بيته إذ قَالَ: سلوني، قلت: أي أبا عباس، جعلني الله فداءك، بالكوفة رجل قاص يقال لَهُ نوف، يزعم أنه ليس بموسى بني إسرائيل، قَالَ: كذب عدو الله، حَدَّثَنِي أَبِي بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"إِنَّ موسى عَلَيْهِ السَّلامُ ذكّر الناس يوماً، حتى إِذَا فاضت العيون ورقت القلوب ولّى، فأدركه رجل، فقال: أي رَسُول الله، هل في الأَرْض أحد أعلم منك؟ قَالَ: لا فعتب الله عليه إذ لَمْ يرد العلم إِلَى الله تَعَالَى، قِيلَ: بلى، قَالَ: أي رب، فأين؟، قَالَ: بمجمع البحرين، قَالَ: أي رب، اجعل لي علماً أعلم به ذَلِكَ، قَالَ: خذ حوتاً ميتاً حيث ينفخ فيه الروح، فأخذ حوتاً فجعله في مكتل، فقال لفتاه: لا أكلفك إلا إِنَّ تخبرني بحيث يفارقك الحوت، قَالَ: مَا كلفت كثيراً، قَالَ: فبينا هُوَ في ظل صخرة في مكان سريان إِنَّ تضرب الحوت وموسى نائم، فقال فتاه: لا أوقظه، حتى إِذَا استيقظ نسي إِنَّ يخبره، وتضرب الحوت حتى دَخَلَ البحر، فأمسك الله عنه جرية البحر حتى كَانَ أثره في حجر، قَالَ موسى: " لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا}، قَالَ: قد قطع الله عنك النصب فرجعا فوجدا خضراً عَلَى طنفسة خضراء عَلَى كبد البحر، مسجى بثوبه قد جعل طرفه تحت رجليه وطرفه تحت رأسه، فسلم عليه موسى فكشف عَنْ وجهه، وَقَالَ: هل بأرض مِنْ سلام.... !؟ مِنَ انت؟ قَالَ: أنا موسى، قَالَ: موسى نَبِيّ إسرائيل؟ قَالَ: نعم، قَالَ: فَمَا شأنك؟ قَالَ: جئت لتعلمني مما علمت رشدا، قَالَ: أما يكفيك إِنَّ التوراة بيديك، وأن الوحي يأتيك يا موسى؟ إِنَّ لي علماً لا ينبغي إِنَّ تعلمه، وإن لك علماً لا ينبغي لي إِنَّ أعلمه، فأخذ طائر بمنقاره مِنَ البحر، فقال: والله مَا علمي وعلمك في جنب علم الله إلا كما أخذ الطير منقاره مِنَ البحر، حتى إِذَا


الصفحة التالية
Icon