﴿يا بني آدم إمّا﴾ فيه إدغام نون إن الشرطية في ما الزائدة ﴿يأتينكم رسل منكم﴾ أي: من نوعكم من عند ربكم ﴿يقصون عليكم آياتي﴾ أي: يقرؤن عليكم كتابي وأدلة أحكامي وشرائعي التي شرعت لعبادي وجواب الشرط قوله تعالى: ﴿فمن اتقى﴾ الشرك ومخالفة رسلي ﴿وأصلح﴾ عمله الذي أمرته به رسلي فعمل بطاعتي وتجنب معصيتي وما نهيت عنه ﴿فلا خوف عليهم﴾ حين يخاف غيرهم يوم القيامة من العذاب ﴿ولا هم يحزنون﴾ أي: يتجدّد لهم في وقت ما حزن على شيء فاتهم لأنّ الله يعطيهم ما تقر به أعينهم ﴿والذين كذبوا بآياتنا﴾ أي: جحدوها وكذبوا رسلنا ﴿واستكبروا﴾ أي: تكبروا ﴿عنها﴾ أي: عن الإيمان بها لأنّ كل مكذب وكافر متكبر قال تعالى: ﴿إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون﴾ (الصافات، ٣٥)
﴿أولئك﴾ هؤلاء البعداء البغضاء ﴿أصحاب النار هم فيها خالدون﴾ أي: لا يخرجون منها أبداً وإدخال الفاء في خبر المبتدأ الأوّل دون خبر الثاني للمبالغة في الوعد والمسامحة في الوعيد.
(١٥/٣١٦)


الصفحة التالية
Icon