وروي أنّ رسول الله ﷺ قال: «ما من أحد إلا وله منزل في الجنة ومنزل في النار أمّا الكافر فيرث المؤمن منزله من الجنة والمؤمن يرث الكافر منزله من النار» وأن في المواضع الخمسة التي فيها المناداة والتأذين هي المخففة أو المفسرة لأنّ المناداة والتأذين من القول، وقرأ نافع وابن كثير وابن ذكوان وعاصم بإظهار الثاء عند التاء والباقون بالإدغام.
(١٥/٣٢٤)
﴿ونادى أصحاب﴾ أي: أهل ﴿الجنة أصحاب﴾ أي: أهل ﴿النار﴾ أي: يقول أهل الجنة يا أهل النار ﴿أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا﴾ أي: في الدنيا على لسان الرسل من الثواب على الإيمان به وبرسله وطاعته ﴿حقاً فهل وجدتم ما وعد ربكم﴾ أي: من العذاب على الكفر ﴿حقاً قالوا﴾ أي: قال أهل النار مجيبين لأهل الجنة ﴿نعم﴾ وجدنا ذلك حقاً وهذا النداء إنما يكون بعد استقرار أهل الجنة في الجنة وأهل النار في النار.
فإن قيل: الجنة في السماء والنار في الأرض فكيف يصح أن يقع هذا النداء؟ أجيب: بأن الله قادر على أن يقوّي الأصوات والأسماع فيصير البعيد كالقريب.
فإن قيل: هذا النداء من كل أهل الجنة لكل أهل النار أو من البعض للبعض؟ أجيب: بأن ظاهر الآية العموم ويحتمل في كل واحد من أهل الجنة ينادي من كان يعرف من الكفار في دار الدنيا والله أعلم بحقيقة ذلك، وقرأ الكسائي بكسر العين والباقون بالفتح وهما لغتان ﴿فأذن مؤذن﴾ أي: وهو إسرافيل صاحب الصور كما قاله ابن عباس، وقيل: واحد من الملائكة وأصل الأذان في اللغة الإعلام والمعنى نادى مناد ﴿بينهم﴾ أي: الفريقين أسمعهم ﴿أن لعنت الله على الظالمين﴾ وقرأ البزيّ وابن عامر وحمزة والكسائي بتشديد أنّ ونصب التاء والباقون بتخفيف أن ورفع التاء ثم فسر الظالمين منهم بقوله تعالى:


الصفحة التالية
Icon