(١٥/٣٤٣)
الله تعالى واتباع أمره وطاعته ﴿عذاب يوم عظيم﴾ هو يوم القيامة أو يوم نزول الطوفان وإهلاكهم فيه، وقال: أخاف، على الشك وإن كان يقيناً من حلول العذاب بهم إن لم يؤمنوا به لأنه لم يعلم وقت نزول العذاب بهم أيعاجلهم أم يتأخر عنهم العذاب إلى يوم القيامة، وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو بفتح الياء والباقون بالسكون.
﴿قال الملأ من قومه﴾ أي: الأشراف منهم فإنهم يملؤون العيون منظراً ﴿إنا لنراك في ضلال﴾ أي: خطأ وزوال عن الحق ﴿مبين﴾ أي: بين.
﴿قال﴾ نوح مجيباً لهم: ﴿يا قوم ليس بي ضلالة﴾ أي: ليس بي شيء مما تظنون من الضلال.
فإن قيل: لم لم يقل ليس بي ضلالة كما قالوا؟ أجيب: بأنّ الضلالة أخص من الضلال فكانت أبلغ في نفي الضلال عن نفسه كما لو قيل: ألك ثمر فقلت: ما لي ثمرة فقد بالغ في النفي كما بالغوا في الإثبات وقوله تعالى: ﴿ولكني رسول من ربّ العالمين﴾ استدراك باعتبار ما يلزمه وهو كونه كأنه قال: ولكني على هدى في الغاية لأني رسول الله.
(١٥/٣٤٤)